حماس

الدماء الحقيقية و حماس الواهمة!

يدرك الحكماء في حركة حماس، إن كان فيها عقلاء وحكماء، أن ما حدث وما يجري في غزة منذ أربعة شهور ونصف الشهر، يثبت أن الأمور قد "فلتت" من أيدي الحركة

المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي، خلال الفترة الأخيرة، يلاحظ بأن العديد من أبناء حركة حماس، ينشطون بشكل جلي في كتاباتهم وتغريداتهم داخل الفضاء الأزرق، في محاولة منهم لتبرير الدمار الهائل والمعاناة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي، جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة، وذلك عبر استحضار أحاديث نبوية وآيات قرآنية وشواهد من التاريخ الإسلامي، مدّعين أن الذي يحدث من إبادة في غزة هو ضريبة أننا مسلمون ونواجه الكفر واليهود، دون الاعتراف بأن حركتهم اتخذت قرارا غير محسوب العواقب عندما أقدمت على شن عملية السابع من أكتوبر ضد إسرائيل.

ولكن نسي هؤلاء الناشطون أن يجيبوا عن الكثير من أسئلة الناس التي أهمها، هل عملية حماس ضد إسرائيل كانت من أجل اعلاء كلمة الله وإقامة دولة إسلامية تحكم بشرع الله؟ أم لأجل مصالح حزبية وفئوية ضيقة؟ فإن أجابوا بنعم، فالغريب أن حماس حكمت غزة أكثر من 17 عاما ولم تتخذ أي إجراءات تدل على أنها تريد اقامة دولة إسلامية!، وإن اجابتهم لا، فإن ذلك يحتم عليهم الكف عن الكذب باسم الدين، والتوقف عن استحضار القرآن الكريم كشاهد على الحرب من أجل الله.

وليس جديدا على حركة تمتد جذورها الى جماعة الاخوان المسلمين، أن تدلّس في الدين، وتحاول حياكة ثوب من الاسلام على حسب مقاسهم، وفي كل أزمة على مدار تاريخها كانت تستخدم الدين عباءة لها لإسكات الناس والضحك على لحاهم، حتى لا يثوروا عليها، بعد سنوات طويلة من حكمهم المجحف للقطاع، بدءا بالفقر والجوع ووصولا إلى الحروب وليس انتهاءً بالحصار والمعاناة التي كان الناس يعانونها، عبر دعوتهم الى الصبر والصمود وبأن ذلك من سير الأنبياء، في الوقت الذي يعيش قادتها حياة ترف وبذخ، سواء في داخل القطاع أو خارجه في الدوحة وإسطنبول ولبنان.

يدرك الحكماء في حركة حماس، إن كان فيها عقلاء وحكماء، أن ما حدث وما يجري في غزة منذ أربعة شهور ونصف الشهر، يثبت أن الأمور قد “فلتت” من أيدي الحركة، وأن ما يسمى “محور المقاومة” الذي تتزعمه ايران وحزب الله، قد خذلهم وضحك عليهم، وأن الأكيد هو أن الشعب الفلسطيني بغزة يدفع حتى الآن فاتورة من دمه، لمغامرة كبرى غير محسوبة العواقب، اتخذها قائد مهووس بـ”الأنا” ومصاب بجنون العظمة.

شخصيا أدعم فكرة تراجع حماس وقيادتها عن المشهد بعد الحرب وإلى الأبد حيث أثبتت أنها غير حكيمة ولا مؤتمنة على حياة شعبها، وإتاحة الفرصة لقيادة جديدة قادرة على إعادة الاعمار وترميم ما دمرته الحرب نفسيا وماديا في القطاع، لأن غزة بحاجة الى 15 عاما من العمل الجاد والإدارة الناجحة لإعادتها الى الحياة.. فلتتوقف الحرب المجنونة، ولنرتاح من قيادة مجنونة أيضا لم تأت لنا على مدار السنوات الماضية سوى بالدمار والخراب والحروب، جعلت من الولدان شيبا..

علاء مطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى