جذب المسلسل الأمازيغي “بابا علي” في موسمه الرابع، انتباه المشاهدين المغاربة من خلال تناوله لقضية إنسانية هامة، وهي فاجعة زلزال الحوز الذي وقع نهاية العام الماضي.
أثار المشهد الدرامي الذي يُجسد مأساة الزلزال، تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر الجمهور عن إعجابه بقدرة المسلسل على نقل مشاعر الحزن والألم التي عاشها أهالي المنطقة.
وتعتبر الدراما الأمازيغية ظاهرة فنية حديثة العهد، استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تُنافس بقوة على الساحة الفنية المغربية، خاصةً مع ازدياد عدد القنوات الناطقة بالأمازيغية وتطور تقنيات الإنتاج.
يُعد مسلسل “بابا علي ” أحد أهم روّاد هذه الظاهرة، حيث حظي بشعبية كبيرة منذ بدء عرضه عام 2020، وتصدر قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة خلال شهر رمضان.
أسباب نجاح الدراما الأمازيغية:
- تنوعها اللغوي: تُقدم الدراما الأمازيغية أعمالاً فنية ناطقة بلهجات مختلفة من اللغة الأمازيغية، مثل “سوسية” و”زيانية” و”ريفية”.
- ثرائها الثقافي: تُسلط الضوء على ثقافة وتقاليد المجتمع الأمازيغي، وتُعرف المشاهدين على تراثه العريق.
- قربها من الواقع: تُناقش قضايا اجتماعية إنسانية تهمّ المشاهد المغربي، مثل التسامح والتعايش بين الأديان، وقيمة المرأة في المجتمع.
- جودة الإنتاج: تطوّرت تقنيات الإخراج والتصوير في المسلسلات الأمازيغية بشكل ملحوظ، ممّا زاد من جاذبيتها.
تحديات تواجهها الدراما الأمازيغية:
- قلة الإنتاج: يُنتج سنويًا عدد قليل من المسلسلات الأمازيغية، ممّا يُعيق تطورها وتنافسها مع الدراما الناطقة بالعامية.
- غياب الدعم: لا تحظى الدراما الأمازيغية بنفس مستوى الدعم الذي تحظى به الدراما الناطقة بالعامية.
- صعوبة الترجمة: تواجه بعض القنوات صعوبة في ترجمة المسلسلات الأمازيغية إلى العربية، ممّا يُحدّ من عدد المشاهدين.
مستقبل الدراما الأمازيغية:
على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أنّ الدراما الأمازيغية تُبشر بمستقبل واعد، خاصةً مع ازدياد الوعي بأهميتها الثقافية والحضارية.