الجمهورية والوحدة في اليمن
قبل حوالى 62 سنة من الآن، قامت ثورة 26 سبتمبر 1926 والتي حررت اليمن واليمنيين من قبضة الاستيطان السلالي الكهنوتي البغيض، فكان ميلاد الجمهورية العربية اليمنية
بمناسبة عيد 22 مايو العظيم، وفي الذكرى 34 لإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية، نعود فنتذكر ونستذكر ونفكر ونتفكر ونستحضر القصة:
قبل حوالى 62 سنة من الآن، قامت ثورة 26 سبتمبر 1926 والتي حررت اليمن واليمنيين من قبضة الاستيطان السلالي الكهنوتي البغيض، فكان ميلاد الجمهورية العربية اليمنية، وكان من ثمارها:
1) 14 أكتوبر 1936 وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
2) 22 مايو 1990م إعلان توحيد شطري الوطن وقيام الجمهورية اليمنية.
وفي 21 سبتمبر 2014م، حدثت الكارثة وانهار كل ذلك دفعة واحدة، حيث عاد الاستيطان السلالي الكهنوتي فاستولى على البلاد وانهار كل شيء، وفقدنا الجمهورية من أساسها، وعدنا إلى ما قبل 1962م.
ومنذ نكبة 21 سبتمبر 2014، واليمنيون يناضلون ويحاربون من أجل استعادة (الجمهورية)، وقد قطعوا شوطا جيدا وحرروا أجزاء واسعة من التراب اليمني، ولكن العاصمة ومعظم الشطر الشمالي من اليمن لا يزال في قبضة الاحتلال السلا.لي، والمواجهة مع الاحتلال ما تزال قائمة ومستمرة وعلى أشدها..
وفي ظل الوضع الراهن والظروف القائمة فإن انشغال اليمنيين وإثارة النقاش والجدال اختلافا واتفاقًا حول أي من هذه الثلاث: (الجمهورية اليمنية، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الجمهورية العربية اليمنية)، لا يمكن أن يوصل إلى طريق، لأنه كمن يضع العربة أمام الحصان، ولن يحقق أي من الأطراف اليمنية من وراء ذلك أية مكاسب غير الهدر ومزيدا من الضياع والتشتت والمزيد من الاحتقان والضغينة، ويكون الكاسب الوحيد في هذه الحالة هو المشروع السلا.لي الكهنوتي وعصابته.
إن استعادة (الجمهورية) أولا وقبل كل شيء هو السبيل الوحيد والوجهة الإجبارية التي يجب أن يسلكها جميع اليمنيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم ومشاريعهم ومطالبهم وطموحاتهم..
أنت جماعة أو حزب تطمح أن تحكم؟
لا بأس في ذلك، وهذا طموح مشروع، ولكن يستحيل أن تحقق طموحك ما لم تمض أولا لتحرير صنعاء واستعادة الجمهورية. لا خيارات ولا بدائل غير هذا الطريق.
وأنت شخص أو مركز من مراكز القوى لديك مشروع وتطمح في الوصول إلى السلطة؟
لا بأس في ذلك، وهذا طموح مشروع، ولكن يستحيل أن تحقق طموحك ما لم تمض أولا لتحرير صنعاء واستعادة الجمهورية. لا خيارات أخرى.
وأنت مكون سياسي وعسكري صاحب قضية ومشروع ومطلب وتطمح إلى استعادة أو إقامة دولتك المستقلة في الجنوب أو في الشمال أو في الشرق او في الغرب؟
لا بأس في ذلك، وهذا طموح مشروع، ولكن يستحيل أن تحقق طموحك ما لم تمض أولا لتحرير صنعاء واستعادة الجمهورية. ليس امامك طريق آخر.
وأنت ،كائنا من كنت، لديك مشروع ولا تقبل إلا بقيام دولة يمنية واحدة موحدة بنظام حكم مركزي، أو أقاليم أو .. أو..؟
تمام، لا مشكلة في ذلك، وهذا طموح مشروع، ولكن يستحيل أن تحقق طموحك ما لم تمض أولا لتحرير صنعاء واستعادة الجمهورية. ليس امامك طريق آخر.
جميعكم يا كل اليمنيين أشخاصا وقوى وأحزاب ومكونات ومناطق وجماعات يمين ويسار ووسط إسلاميين وعلمانيين وليبراليين عسكريين مشائخ ومجتمع مدني، عفافيش وفبرايريين، شرعية وانتقالي، عمالقة وطوارق، حضارمة وتعزيين وضالعيين وتهاميين وعدنيين ومأربيين وشبوانيين وأبينيين ولحجيين… إلخ.
كلكم وبلا استثناء -وبالطبع ليس منكم الاستيطان السلالي ومليشياته- مهما اختلفت طموحاتكم وتباينت مشاريعكم ومطالبكم وقضاياكم وخلافاتكم ورؤيتكم لشكل اليمن، فالسبيل الوحيد أمامكم هو استعادة الجمهورية أولا.
طريقكم جميعا واحد لا سواه، الجمهورية.
الجمهورية أولا، كونها الأرضية والميدان الذي لا وجود حقيقي لكم ولا حضور ولا وزن ولا ثقل ولا تأثير ولا قيمة إلا به. وبدونه ستظلون في الهامش من كل شيء.
الجمهورية هي مضمار السباق الذي يلزمكم جميعا ومعا إيجاده وتسويته، وبغير الجمهورية لا سباق ولا لعبة ولا هم يحزنون.