قادت السعودية التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وجاء تدخل التحالف بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لاستعادة الشرعية في اليمن في مارس/آذار 2015، أعلنت المملكة العربية السعودية بدء العمليات العسكرية في اليمن.
وكان هدف السعودية واحد وشامل ويتمثل في إخراج الحوثيين من صنعاء، دعم الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي ، ومنع ظهور جماعة على شاكلة حزب الله لها علاقات قوية مع إيران على حدودها الجنوبية وتحييد الخطر وإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح، بموجب المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وهي استراتيجية ثابتة تتعامل بها المملكة برغم المشاريع المتعددة لأنها تتعامل مع اليمن كملف واحد بغض النظر عن الاشكاليات الداخلية والقضايا العالقة كالقضية الجنوبية والقضية التهامية وباقي القضايا العالقة والتي هي ناتجة عن فشل سياسي للحكومات والانظمة السابقة.
بجانب السعودية، شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كامل في التحالف، ولها أهدافها الاستراتيجية الثلاثة وهي :
أولاً كانت ترغب في أن تكون حليفًا وشريكًا جيدًا. كانت هذه هي الحالة الأوضح مع السعودية، والتي طلبت منها تقديم مساعدتها العسكرية في قتال الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح. ولكن الإمارات ساعدت أيضًا الولايات المتحدة – الدولة الأخرى المهمة للسياسة الإماراتية الخارجية – على الأرض في اليمن بمحاربة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
ثانيًا، أرادت الإمارات إضعاف جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي تمثلت في اليمن بحزب الإصلاح. ثالثًا، كجزء من استراتيجيتها في تقديم ذاتها كمركز نشاط تجاري ولوجيستي، منحت الإمارات الأولوية للخطوط الساحلية الاستراتيجية وطرق النقل البحري في كل المنطقة. وطبعًا تقع اليمن في زاوية من شبه الجزيرة العربية، وتقع على طول طرق النقل البحري الرئيسية على البحر الأحمر – تهامة . ويمكن فهم الدور الإماراتي في اليمن منذ 2015 بشكل أفضل من منظور هذه الأهداف الاستراتيجية الثلاثة.
وكجزء من دورها، قدمت دعمًا للقوات المحلية ودعمت تشكيل قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية ألوية الدعم والإسناد وقوات النخبة الشبوانية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية والتي كان من المفترض أن تمركز على طول الساحل التهامي -البحر الاحمر وكانت النخبة التهامية التي تخلت عنها في اللحظات الأخيرة بسبب تغيرات في مشهد العملية العسكرية وهو خطأ فادح قامت به الإمارات. وعلى التحالف تصحيح ذلك فلا يمكن أن تكون سياسية شريك في التحالف على حساب أهل الأرض .
فالتهاميين قادرون على حماية تهامة وسواحلها، وأصبح من الضروري تغيير تلك السياسة والحفاظ على شراكة حقيقية مع أهل الأرض دون فرض وصاية عليهم، لأن ذلك قد يجبر التهاميين على إعادة النظر في تلك العلاقة والبحث عن بدائل تساعدهم على تحقيق سيادتهم والحفاظ على أرضهم، ك تهاميين نتفهم أن للإمارات علاقة قوية مع عائلة علي عبدالله صالح، وساعدت تلك العلاقة في احتوائهم وإعادتهم للمشهد السياسي والعسكري، ويحترم التهاميون ذلك، ولكن ليس على حساب أرضهم . وقد تفهم التهاميون ذلك عندما دفع التحالف بطارق عفاش ليقود عمل عسكري في الساحل التهامي على أساس الشراكة الندية، ولكن تحولت تلك الشراكة إلى وصاية، وكان بمقدور المقاومة التهامية رفض تواجده، ولكن احترامًا لسياسية التحالف، والتي كانت على أساس يكون له محطة انطلاق والوجهة صنعاء، وقبل التهاميين على مضض.
وكان بالإمكان للإمارات دعم طارق صالح في المناطق القريبة من صنعاء مثل البيضاء واب ومأرب، القريبة من صنعاء، وليس فرضها وتسليطها على التهاميين. والآن، بعد خمس سنوات من تواجده والذي لا فائدة منه إطلاقًا، أصبح من الواجب تغيير تلك الاستراتيجية فتهامة للتهاميين، ولا يمكن ان تكون الحسابات الاقليمية لشريك في التحالف على الحق التهامي وعلى طارق أن يهيئ نفسه للبحث عن جغرافيا تساعده على تحقيق الوصاية العشر التي أعلن عنها وترك تهامة لأهلها ، والتحالف معني بتغير تلك السياسيات التي كانت على حساب أهل الأرض، التهاميين، وعلى الإمارات أن تحتفظ بعلاقة جيدة كما هو حاصل في الجنوب وبناء شراكات مستدامة مع القوى التهامية وتحقيق توازن بين المصالح الإقليمية والمحلية.