في تطور مثير للدهشة، كشفت دراسة حديثة عن إمكانية استخدام البروكلي، أو بالأحرى مستخلص براعم البروكلي للمصابين بـ السكري ليحسين مستويات السكر في الدم لدى بعض الأفراد، وخاصة أولئك الذين يمتلكون تركيبة معينة من ميكروبات الأمعاء. هذا الاكتشاف قد يفتح آمالاً جديدة لمرضى السكري ومقدمات السكري، الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأيضية.
ما هو السر وراء هذه الفوائد؟
يكمن السر في مركب “السلفورافان” الموجود بوفرة في براعم البروكلي. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا المركب قادر على تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد، وهو ما يجعله مرشحاً قوياً للمساهمة في تنظيم مستويات السكر في الدم.
ولكن، هل هذا يعني أن البروكلي هو الحل النهائي لمرض السكري؟
الإجابة ليست بهذه البساطة. فالدراسة التي أجريت على مجموعة من المتطوعين لم تظهر انخفاضاً كبيراً في مستويات الجلوكوز الصائم، ولكنها كشفت عن وجود تأثير إيجابي لدى فئة معينة من المشاركين، وهم أولئك الذين يمتلكون تركيبة معينة من ميكروبات الأمعاء.
دور ميكروبات الأمعاء
تلعب ميكروبات الأمعاء دوراً هاماً في تنظيم مستويات السكر في الدم، وقد يؤثر تكوين هذه الميكروبات على استجابة الأفراد للتدخلات الغذائية. وقد أظهرت الدراسة أن القدرة على تنشيط مركب السلفورافان قد تعتمد على جينات بكتيرية معينة في الأمعاء، مثل الجين BT2160.
ما هي الخطوة التالية؟
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن مستخلص براعم البروكلي قد يكون مفيداً لبعض الأفراد، ولكن التأثير العام محدود، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم كيفية تحسين هذه النتائج على المدى الطويل.
رسالة إلى مرضى السكري ومقدمات السكري
على الرغم من أن هذه الدراسة تحمل بشائر طيبة، إلا أنه يجب على مرضى السكري ومقدمات السكري عدم الاعتماد على البروكلي فقط في علاج حالتهم. فالحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، هي الأساس في إدارة مرض السكري والوقاية من مضاعفاته.