الاحتلال من حرب الاغتيالات إلى الحرب السيبرانية
غالانت أكد أنها مرحلة جديدة من الحرب بدات، وعلى مايبدو أن "إسرائيل" بدأت بتوسيع حربها بكل أنواعها، فقد تجاوزت الخطوط المحظورة، والوقائع بدأت تتحرك بشكل متسارع.
بعد دخول حزب الله الحرب و اشعال واشغال الجبهة الشمالية، لمساندة المقاومة في غزة، وإلحاق الكثير من الخسائر والأضرار بالكيان، التي زادت من أزمة الكيان الذي يعاني انقسامات داخلية تهدد بانهياره سياسيا واجتماعيا، إضافة الى فشله في حربه بقطاع غزة والمحاصر من كل الجهات من قبل جبهات الإسناد من محور المقاومة.
يبدو أن الكيان المحتل أراد الخروج من هذا المازق، لاستعادة مكانته إلى أعمال أكثر عنفا ولا إنسانية، فما كان منه إلا أن شن حربا لا أخلاقية وهو من يتسم بهذه الصفة، فبعد حرب الاغتيالات التي نفذها، في اغتيال القائد فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران، نراه اليوم يعود الى حرب غريبة من نوعها أكثر عنفا واجراما…
اقرأ ايضا| المشهد الإسرائيلي: بين احتمالات التصعيد وتعنت نتنياهو
الحرب الإلكترونية (السيبرانية)، والتي فجرت آلاف أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله يوم الثلاثاء في وقت واحد، مما أسفر عن استشهاد الكثير من الضحايا و20 شهيدا من حزب الله، وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين. وقالت مصادر لموقع أكسيوس الإخباري “إن أجهزة الاتصال المفخخة كانت مخصصة لاستخدامها كضربة افتتاحية مفاجئة في حالة اندلاع حرب شاملة مع حزب الله قبل تسريع عملية التخريب”؛ بسبب مخاوف من اكتشافها.
ويبدو هذا أنه قد أتى بعد الهجوم اليمني بصاروخ باليستي فرط صوتي على “تل أبيب” قبل عدة أيام، وهو الأمر الذي أدخل أكثر من مليونين ونصف مليون مستوطن صهيوني إلى الملاجئ، في سابقة لم تحدث من قبل، وفشله في التصدي لصاروخ واحد قادم من مسافة 2000 كلم، رغم امتلاك “إسرائيل” القبة الحديدية ومنظومات دفاعية جوية تعد الأفضل على مستوى العالم، وايضا الضربة التي تلقاها العدو في هجوم يوم الأربعين على قاعدة “جليلوت”، والتي تعد واحدة من أهم الوحدات الاستخبارية في الكيان الصهيوني، وينظر إليها بأنها الدرع الواقية للدولة من الأخطار التي تهددها، وعينها التي تراقب من خلالها كل الأعداء في المنطقة والعالم.
وهي عملية أطلق عليها الاحتلال اسم “فقد الاتصالات”، فقد ابلغ غالانت اوستن قبل دقائق من التفجير أن “إسرائيل” ستشن عملية في لبنان دون تفاصيل، باعتراف ضمني بتفجير أجهزة اتصال، غالانت أكد أنها مرحلة جديدة من الحرب بدات، وعلى مايبدو أن “إسرائيل” بدأت بتوسيع حربها بكل انواعها، فقد تجاوزت الخطوط المحظورة، والوقائع بدأت تتحرك بشكل متسارع، وهنا اما أن يلقن هذا الكيان درسا، لإيقافه عند حدوده، او ستكون مقدمة لحرب اقليمية واسعة وربما تمتد إلى نطاق أوسع.