اغتيال هنية وشكر يدخل المنطقة مرحلة مفتوحة على كل السيناريوهات
تتسارع التطورات في لبنان والمنطقة وتدخل الحرب مع اسرائيل مرحلة أخرى مفتوحة على كل السيناريوهات.. الاغتيالات الاسرائيلية من بيروت الى طهران في أقل من 24 ساعة باستهداف القائد العسكري في “حزب الله” فؤاد شكر ثم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كم ستضيف من التوترات على المشهد الاقليمي؟ وبالتوازي تسرع الضغوط الدولية لوضع حد لتصعيد مرتقب تعمل دول عديدة على احتوائه عبر باكورة الاتصالات السياسية والدبلوماسية التي تسابقها اسرائيل بارتكاب الجرائم واراقة الدماء.
استنكار رسمي وشعبي على الساحة اللبنانية وتنديد واسع باغتيال شكر وهنية وشهداء حارة حريك في الضاحية الجنوبية في بيروت الذين ارتفع عددهم الى خمسة بينهم طفلان، بعد ان تم العثور والتعرف على جثة شكر امس، بالاضافة الى 74 جريحا.
ومساء أمس نعى “حزب الله” قائده العسكري الكبير فؤاد شكر معلنا في بيان له ان أمينه العام حسن نصر الله سيعبر اليوم الخميس عن الموقف السياسي من اغتيال شكر.
وفي اطار متابعة الأحداث وتداعياتها، ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي صباح أمس. وأدان ميقاتي الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت محذرا من تفلت الأمور نحو الأسوأ إن بقي العدو على رعونته وجنونه الاجرامي القاتل، معتبرا القصف على الضاحية هو قصف لمبادرات الخير ومساعي التهدئة والتفاهمات، كما ندد بقوة باغتيال هنية، ورأى في هذا العمل خطرا جديا بتوسع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة.
وطالب ميقاتي فورا بتنفيذ القرار 1701 كاملا وبحذافيره، داعيا المجتمع الدولي ووسطاء السلام إلى ان يكونوا شهودا للحق يدينون الباطل ويعملون في سبيل الأمن والاستقرار.
في الغضون أشار وزير الاعلام اللبناني زياد مكاري في ختام الجلسة الحكومية الى ان جلسات الحكومة ستبقى مفتوحة لمواكبة أي تطور.
وبالتوازي، عقد ميقاتي سلسلة لقاءات مع وفود محلية ودولية في مقدمتهم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام جان بيار لاكروا على رأس وفد ضم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو، والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون.
بدوره ايضا، التقى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب جان بيار لاكروا والوفد المرافق له، وتخلل الاجتماع عرض لأبرز الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان والمنطقة وسبل احتواء التصعيد منعا لتوسيع رقعة الحرب.
ولفت بوحبيب الى أن الخيار العسكري الذي تتبعه الحكومة الاسرائيلية هدفه زج المنطقة في دوامة الحرب الشاملة التي لن تجلب سوى الدمار والخراب للجميع، مؤكدا أن الحل الدائم وضمان الأمن في جنوب لبنان لن يكون إلا من خلال السبل الدبلوماسية ووقف إطلاق النار والالتزام التام والناجز بجميع القرارات الأممية ذات الصلة، سيما مندرجات القرار 1701 (2006) الذي يبقى السبيل الوحيد لمنع المزيد من العنف والموت والخراب.
وكان بو حبيب وجه بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمس رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، كما وجهت بعثة لبنان لدى الاتحاد الأوروبي رسالة رسمية مماثلة إلى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وجميع المندوبين الأوروبيين المعتمدين لدى الاتحاد الأوروبي.
وتم التأكيد في الرسالتين أن “النوايا الحقيقية لإسرائيل هي إطالة أمد الأعمال العدائية وتصعيدها، واستغلال حادث ملتبس في الجولان السوري المحتل، لشن المزيد من الهجمات على لبنان”.
إقرأ أيضا : المصريون بين اللاجئين وأسعار المحروقات!
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا والوفد المرافق وجرى عرض للمستجدات والأوضاع العامة لا سيما السياسية والميدانية منها، في لبنان والمنطقة، في ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان، وعصرا التقى الوفد المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري للغاية ذاتها.
هذا ويصل اليوم الخميس الى بيروت وزيرا خارجية ودفاع بريطانيا لاحتواء التصعيد والاسهام في جهود وقف التصعيد بين “حزب الله” واسرائيل.
تنديد لبناني وفلسطيني باغتيال هنية
جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس عبّر الفلسطينيون في لبنان عن ادانتهم لها عبر موقف واحد وموحد بوجه آلة القتل الاسرائيلية التي لا تميز بين دماء الشعب الفلسطيني. وقد تداعت الفصائل الفلسطينية وأحزاب لبنانية وهيئات وشخصيات سياسية ومدنية الى استنكار ما ارتكبه الاحتلال من جريمة تضاف الى سلسلة جرائمه بحق القائد هنية.
وفي المناسبة، دعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان الى الاضراب العام وتنظيم المسيرات والاعتصامات في المخيمات تنديدا وتعبيرا عن الغضب تجاه العملية الصهيونية الارهابية، مشددة على ان شعبنا ورغم الألم والمقتلة وحرب الابادة والمعاناة اليومية الصعبة في قطاع غزة والضفة والقدس سيواصل الكفاح والمقاومة ولن تلين إرادته وعزيمته حتى تحقيق الهزيمة للاحتلال الصهيوني وطرده عن أرضنا ومقدساتنا.
المصدر : الحياة الجديدة