يبدو ان العالم بدأ يعتاد علي استمرار عدوان الاحتلال علي غزة الأمر الذي شجع حكومة الاحتلال وجيشها لارتكاب مزيدا من الفظائع بحق المدنين كما ظهر مؤخرا في إحياء تل الهوا والرمال والصبرة ومنطقة الصناعة.
جيش الاحتلال مارس الاعدامات الميدانية وخاصة بحق كبار السن وقام بحرق وتدمير العديد من المنازل.
يحاول جيش الاحتلال الاستعاضة عن عملية التهجير الجماعية التي فشلت بعمليات الاعدامات الميدانية والقتل التدريجي لأكبر عدد ممكن من المدنيين بهدف الترويع والترهيب ودفع شعبنا للهجرة بعد ان اصبح قطاع غزة مكان غير مناسب للعيش.
الذي شجع دولة الاحتلال علي ذلك يكمن بتقاعس المجتمع الدولي واستمرار الدعم الأمريكي وقدرة نتياهو علي المراوغة وكسب الوقت وتضليل الرأي العام تحت عنوان مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل اسري.
مر العدوان علي قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر بعدة مراحل.
تميزت المرحلة الاولي بالترقب ومتابعة ردود الأفعال اما المرحلة الثانية فتميزت بوجود شبة انتفاضة شعبية وقانونية ضد دولة الاحتلال بعد اتضاح الفظائع التي ارتكبتها واعمال الابادة الجماعية.
أبرز معالم الانتفاضة ظهرت من خلال قيام دولة جنوب أفريقيا باثارة قضية ارتكاب دولة الاحتلال لأعمال الابادة الجماعية وقيام محكمة الجنايات الدولية باستصدار مذكرات توقيف تجاة نتياهو وغالانات لشبهة ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتفاضات الجامعات والحركة الطلابية وقرار من الجمعية العامة بموافقة 143دولة باعتبار ان فلسطين مؤهلة لان تكون عضوة كاملة الحقوق والواجبات بالامم المتحدة مصحوبة باعتراف خمسة دول اوروبية بالدولة الفلسطينية.
تزامنت هذة الانتفاضة بعزل دولة الاحتلال عن المجتمع الدولي بوصفها دولة مارقة تضرب بعرض الحائط القانون الدولي ومنظومة حقوق الانسان حيث ادرجت علي القائمة السوداء التي تستهدف الأطفال .
لقد أصبحت دولة الاحتلال عبر الانتفاضة الشعبية العالمية علي المستويات الجماهيرية والاعلامية والقانونية تساوي التميز العنصري والابادة الجماعية واصبحت فلسطين عالميا عنوانا للحرية والكرامة.
نشهد في هذة المرحلة حالة من التراخي بما يتعلق بالتضامن مع شعبنا رغم بعض التحولات الايجابية أبرزها انتصار جبهة اليسار الشعبية في فرنسا وإمكانيات ان يؤدي ذلك لمزيد من الاعترافات بدولة فلسطين.
يكمن التراخي بظهور ملفات اخري تتسم بالسخونة أيضا اهمها تصعيد الصراع المسلح مع حزب اللة وقمة الناتو في مواجهة روسيا واعتبارها هي والصين يشكلان الخطر الابرز للحلف وكذلك ضعف الأداء السياسي الفلسطيني الذي مازال يعيش حالة من الانقسام وغياب رؤية عمل موحدة واخفاق المجتمع الدولي عن إلزام إسرائيل بالانصياع للقانون الدولي بسبب غياب آليات المقاطعة وفرض العقوبات الأمر الذي شجع دولة الاحتلال علي الاستمرار بارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
لم تشعر الولايات المتحدة بأن مصالحها الحيوية والاستراتيجية مهددة بالمنطقة بما يدفعها للضغط الجاد علي دولة الاحتلال كما لم تشعر دولة الاحتلال انها ستعزل وتحاصر سياسيا ودبلوماسيا بالاقليم اذا استمرت بتنفيذ جرائمها في غزة .
ان التراخي الحادث لن يكون ضررة ففط علي الشعب الفلسطيني بل انة سيدفع باتجاة تهديد السلم والامن الدوليين وفق قواعد تعتمد علي القوة الغاشمة بدلا من منظومة القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان.