إنها النتيجة الطبيعية الحتمية المُنتظرة المُتوقّعة الجارية الحاصلة المستمرة، مجموعة وسلسلة وتسلسل الاستقالات في أعلى هرم جيش الاحتلال الاسرائيلي، نتيجة “للكفِّ حامي الوطيس، الذي اكله” جيش الاحتلال واجهزته الامنية والاستخباراتية، خلال العبور الثاني، يوم 7 اكتوبر عام 2023.
اقرأ أيضا.. حكومة الاحتلال وتزوير الحقائق والتاريخ
استقال الرجل الثاني في هيئة الأركان، الجنرال الثاني، من على اعلى قمّة هرم هيئة الاركان لجيش الاحتلال، الجنرال أمير بارعام، تحت بند ويافطة تقصيره، وتحمّله المسؤولية عن اخفاق جيش الاحتلال في التنبّؤ، وصد هجوم المقاومة المباغت ضد القواعد العسكرية ومستوطنات غلاف غزة، يوم السابع من تشرين اول، اكتوبر عام 2023،
“والحبل على الجرّار”، في مثل هذه الاستقالات، تتويجا باستقالة هيرتسي هاليفي، رئيس هيئة الاركان ذاته، الذي سيستقيل قريبا حسب تصريحاته المُتتالية، وسيدعو إلى لجنة تحقيق رسمية مستقلة، يرفصها نتنياهو بشدة، ويرفضها وزير جيشه المُقال غالانت، وذلك خشية من وصول “الحبل إلى رقبتهما” كاعلى مسؤولين سياسي وعسكري خلال “احداث السابع من اكتوبر، أو كما عمّده نتنياهو ب “السبت الاسود”!!،
كل الدلائل والمؤشرات تشير إلى تغيير عميق وكبير في قيادة المؤسسة العسكرية، وربما هذا ما يخطط له ويُغذيه ويُحاول تحقيقه نتنياهو، رئيس الوزراء، حتى يضع “طاقية الاخفاء” على رأسه ويحمي رأسه من هبوب عاصفة في حال تشكيل وعمل لجان التحقيق في اخفاق اكتوبر العسكري الامني السياسي.
صحيح ان الجيش الاسرائيلي ما زال يحارب ويعتدي على قطاع غزة، ويحتل ممر نتساريم وممر فيلادلفيا، ويُغلق ويتحكّم بمعبر رفح الفلسطيني- المصري،
كما انه صحيح ان جيش الاحتلال ما زال يتواجد في جنوب لبنان ويُماطل ويتباطأ في الانسحاب حسب اتفاق وقف اطلاق النار،
كما انه صحيح ان الجيش الاسرائيلي احتل جبل الشيخ السوري والقنيطرة وقراها ويرابط على تخوم دمشق،
إلا انه صحيح ايضا ان جيش الاحتلال تكبّد خسائر بشرية ومادية كبيرة وكثيرة، نتيجة صمود المقاومة وضرباتها في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان،
كما ان جيش الاحتلال ما زال لا يعرف الراحة وهو يُتابع صواريخ ومسيرات اليمن التي تتطاير من الشرق فوق يافا ووسط وجنوب اسرائيل،
في خضمّ هذا الوضع الجديد على جيش الاحتلال الاسرائيلي، حيث يجد نفسه في موقع وموقف الدفاع، يدافع في عقر داره، وليس كما كان يحدث سابقا، “ان ينقل الحرب والمعارك إلى ارض الخصم خلال ساعات!!”،
بسبب هذا الوضع فان الضغوطات كبيرة على قيادة جيش الاحتلال ميدانيا وداخليا،
ونتيجة لذلك يسود الخريف في اجواء هيئة اركانه حيث تتساقط الأوراق الصفراء لجنرالاته تباعا.