أفريقيا

احتفال المسلمين الأفارقة في رمضان

تحتفل سائر الطوائف الإسلامية الأفريقية على كل مشارفها بحلول شهر رمضان المبارك، متسلحة بالإيمان بما جاء به الله سبحانه وتعالى من تعاليم يهتدي بها الإنسان المسلم في صلاته وصيامه، التي رسخها رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس المؤمنين من المسلمين في صيام هذا الشهر الفضيل، ولكل فئة أو بلد أو طائفة من المسلمين الأفارقة، الذين يشاركون بعضهم بعضاً الإيمان بما أمر الله به وصيام رمضان، طقوس وعادات وتقاليد في هذا الشهر المبارك.

ففي السودان العربي الشقيق يهتم أهل هذه البلاد بإطعام الصائم، ولذا فهم ينصبون الموائد الرمضانية للإفطار في طرقات الأحياء، بحيث يشارك بعضهم بعضاً الطعام مع الجيران والأصدقاء وعابري السبيل، وتلك في الحقيقة من العادات الخيرة الممتازة، التي ـ كما اعتقد ـ يمتاز بها الشعب السوداني الكريم، وبهذه الحالة فالسودانيون في شهر رمضان يخرجون بما يعدونه من طعام في منازلهم إلى قارعة الطريق، يضعونه على تلك الموائد التي تمتد من أول الحارة إلى آخرها، ويشترك جميع سكان ذلك الحي بإعداد هذه المائدة الرمضانية، التي تستمر طوال شهر رمضان حتى يوم العيد، وهذا ليس بغريب على السودانيين، لأنهم بطبيعتهم قوم كرماء يحبون الخير والسعادة للجميع.

في جمهورية السنغال البلد الإسلامي، البلد الذي تكثر فيه الطوائف الإسلامية الصوفية، التي على رأسها طائفة «المريدين»، التي يتزعمها الإمام الشيخ عبدالأحد مبكي، تحتفل تلك الطوائف الإسلامية في شهر رمضان في المساجد، حيث يسمع الأذان يصدع في كل مكان، كما تقام صلاة التراويح وما إلى ذلك في المساجد، كما أن المساجد مكان لإفطار الصائم بتبرع من سكان الحي، الذين يزودون موائد المساجد بالطعام لإفطار الصائم، وهذه كذلك من العادات الجيدة.

هناك من الطوائف الإسلامية في أفريقيا من تحتفل احتفالاً خاصاً دينياً، يؤكد عمق الإيمان في قلوب المسلمين، وذلك من العادات الحسنة التي لا مثيل لها، ألا وهو أنهم يطلقون على شهر رمضان شهر المصالحة والمودة ونبذ الخلاف، ففي هذا الشهر تكثر أحداث ما يطلق عليه بالغفران والتسامح، إذ إن الطائفة تجتمع في مقر شيخ القبيلة في ليلة النصف من رمضان، وتطرح فيها أمام الإمام الخلاف، الذي قد يكون ناشباً بين المسلم والمسلم الآخر من الطائفة. وعادة الخلافات تحدث بين الأخوة المسلمين على مشاكل دنيوية، من أهمها قضية الدَّين الذي قد يعجز أحد المدينين عن أدائه للدائن، وفي هذه الحالة يأتي المسلمون بالأطراف المتنازعة بهذا الشأن، ومنهم من يتبرع بماله ويطلب من الدائن التنازل عن المدين، لا سيما انهم لمسوا وعرفوا عجز ذلك المدين عن اداء ما عليه من دين، وهنا تطلب الجماعة شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لدى الله سبحانه وتعالى، بأن يغفر لهؤلاء المسلمين الذين تنازلوا عن أموالهم لإخوانهم المسلمين.

وهذه لعمري لأحسن وأرقى ما يناله الإنسان من أخيه الإنسان، وكم أتمنى لو أن هذه العادات قد اتخذت في سائر شعوب بلداننا العربية الشقيقة، إذ بذلك قد نمحو ما يحصل من خلاف بين الأخوة المسلمين، وكما قال الله تعالى: «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ».

محمد سالم البلهان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى