أثار التفويض الجديد لإدارة بايدن لنقل قنابل وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل انتقادات واتهامات بالنفاق من بعض المشرعين، حيث أعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن مقتل مدنيين في غزة ووصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الذي على حافة المجاعة.
1800 قنبلة
ووفقا ل “واشنطن بوست”، تشمل عملية النقل أكثر من 1800 قنبلة تزن 2000 رطل، والتي يقول الخبراء إن أمثالها مرتبطة بارتفاع عدد القتلى خلال الحملة الإسرائيلية في قطاع غزة.
ووصف السيناتور بيرني ساندرز ،الجمهوري عن ولاية فيرمونت، هذه الخطوة بأنها “فاحشة”، وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، “لا يمكن للولايات المتحدة أن تستجدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف قصف المدنيين في يوم من الأيام ثم يرسل له آلافًا آخرين في اليوم التالي، قنابل تزن 2000 رطل يمكنها أن تسوي مباني مدينة بأكملها بالأرض”.
وردد السيناتور جيف ميركلي، يمقراطي من ولاية أوريغون، هذا الشعور، واصفًا عملية النقل بأنها “خاطئة على كافة المستويات”، وأضاف أن الإدارة “لا تستطيع الدفع بمصداقية لزيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة” مع توفير الأسلحة المستخدمة “لقتل الفلسطينيين الأبرياء بشكل عشوائي”.
دعم إسرائيل؟
وقال مسؤول في البيت الأبيض لصحيفة واشنطن بوست: “لقد واصلنا دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”و”تكييف المساعدات لم يكن سياستنا”.
وجاءت أخبار النقل في نفس اليوم الذي اعترف فيه الرئيس بايدن “بالألم الذي يشعر به الكثير من الجالية العربية الأمريكية بسبب الحرب في غزة”، ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن خطط نتنياهو لإطلاق عملية عسكرية، وشهدت مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، التي لجأ إليها نحو 1.5 مليون فلسطيني.
ضربات سوريا
ونفذت إسرائيل يوم الجمعة ضربات في سوريا أسفرت عن مقتل العشرات من الجنود السوريين والعديد من أعضاء جماعة «حزب الله» المسلحة بالإضافة إلى مدنيين، وفقًا لمتحدث باسم حزب الله ووكالة الأنباء السورية الرسمية، وتمثل هذه الضربات تكثيفا للحملة الإسرائيلية ضد القوات المدعومة من إيران خارج حدودها.
وقال مسؤول في الدفاع المدني في غزة إن غارة إسرائيلية قتلت عشرة من ضباط الشرطة الفلسطينية وأصابت عدة مدنيين الجمعة في ناد رياضي شرق مدينة غزة حيث كانت الشرطة توزع المساعدات على العائلات النازحة.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق على الغارة، ولم تتمكن الصحيفة من التحقق بشكل مستقل من الرواية.
قتل المدنيين
فيما دعت المنظمات الإنسانية إسرائيل إلى اتباع إجراءات إضافية أمرت بها محكمة العدل الدولية يوم الخميس لبذل المزيد من الجهود لمنع مقتل المدنيين في غزة، وقالت منظمة العفو الدولية إن الأحكام الإضافية هي “مؤشر واضح” على “فشل إسرائيل حتى الآن في الالتزام بالإجراءات الملزمة قانوناً السابقة التي أصدرتها المحكمة”.
وطلب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة “ممارسة المزيد من الضغوط لتنفيذ أمر محكمة العدل الدولية”.
تجنيد اليهود الأرثوذكس
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد قضت يوم الخميس الماضي، بتعليق الدعم الحكومي لليهود المتشددين الذين يدرسون في المدارس الدينية بدلا من أداء الخدمة العسكرية، وهي خطوة تزيد من حدة أزمة الائتلاف التي يواجهها نتنياهو بشأن تجنيد اليهود الأرثوذكس المتطرفين، وأمام الحكومة مهلة حتى الأول من أبريل/نيسان لاتخاذ قرار بشأن قانون جديد يسمح للمجتمع بتجنب التجنيد.
ضحايا الهلال الأحمر
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 26 عضوا من فريقها قتلوا منذ بداية الحرب في غزة، من بينهم 15 عاملا تقول إنهم استُهدفوا بينما كانوا يرتدون شعار منظمة الإغاثة، الذي يحميه القانون الدولي.
وقُتل ما لا يقل عن 32,623 شخصًا بينما أُصيب 75,092 آخرين في غزة منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، فيما تقدر إسرائيل أن نحو 1200 شخص قتلوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتقول إن 254 جنديا قتلوا منذ بدء عمليتها العسكرية في غزة.