روسيا

إيران وروسيا.. العلاقات في ظل العقوبات

حذرت الولايات المتحدة من أن إيران ستواجه رداً سريعاً وقاسياً إذا باعت صواريخ باليستية إلى روسيا، وذلك رداً على تقارير في وقت سابق أفادت بأن طهران قامت بذلك، فقد ذكرت تقارير لـ "رويترز" أن إيران زودت روسيا بمئات الصواريخ الباليستية.

سلطت الحرب الروسية – الأوكرانية الضوء على العلاقات بين روسيا وإيران، على رغم وجود موسكو في قضايا الشرق الأوسط منذ 2015، خصوصاً الحرب السورية.

ولقيت العلاقات بين روسيا وإيران مزيداً من الاهتمام الإسرائيلي والأوروبي والأميركي، وكذلك مزيداً من التوجس، وعلى رغم التعاون في مجالات عدة لكن لا تزال العلاقات الثنائية تتميز بالتركيز المكثف على الأمن والدفاع.

وفي حين تسعى إيران إلى فتح مجالات عدة للتعاون وتتويجها باتفاق شراكة إستراتيجية على غرار الاتفاق مع الصين الذي يصل لـ 25 عاماً إلا أن الحال لم تكن كذلك مع روسيا، ولكن تكثيف التعاون في الجانب العسكري والذي وصف من قبل الغرب بأنه شراكة دفاعية ترتب عليها فرض عقوبات أميركية وأوروبية على إيران.

وعلى ما يبدو لا تتحمس روسيا كثيراً لتوسيع التعاون مع إيران في المجالات الأخرى، وكانت طهران ورقة ضغط مهمة أمام الغرب من الناحية العسكرية فقط، ومن جهة أخرى يبدو أن موسكو لا تعد شريكاً موثوقاً به في الداخل الإيراني، فلا تتبنى كل التيارات الموقف ذاته من روسيا.

ويبدو أن التيار المتشدد فقط هو من يعتبر روسيا شريكاً بديلاً للغرب ويمكن الاعتماد عليه، ولا يخفى هنا تسريب وزير الخارجية السابق جواد ظريف حول الموقف من روسيا وأن العلاقات بينها وبين الحرس الثوري أقوى وقت قاسم سليماني، وأن موسكو كانت تعرقل إتمام خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران ومجموعة (5+1).

أما بالنسبة إلى إدارة التيار المتشدد، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان خلال زيارته إلى موسكو أن الجانبين يضعان اللمسات النهائية على “اتفاق تعاون إستراتيجي طويل الأمد”.

وتدفع العلاقة بين روسيا وإيران نحو التساؤل عن أهمية هذه العلاقة للطرفين، ولا سيما أن إيران التي تتعرض لعقوبات بسببها، ومع ذلك تستمر في تطوير العلاقات العسكرية معها، ومن جهة أخرى فما هي طبيعة هذه العلاقة؟ وهل هي شراكة حقيقية وتحالف أم تقارب على أساس المصالح فقط؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا إيران مستعدة لتحمل تبعات تلك العلاقة؟

إن مؤشرات عدم موثوقية روسيا كشريك عدة، ومن ذلك حينما قامت روسيا على رغم كونها مورداً مهماً لأنظمة الأسلحة المتطورة والمعدات والتكنولوجيا العسكرية إلى إيران بالتباطؤ في تنفيذ العقود التي وقعتها مع الإيرانيين سابقاً بحجة عقوبات الأمم المتحدة، على رغم أن ذلك النوع من الأسلحة لم تكن تشمله العقوبات الأممية، وتأخرت في تسليم صواريخ “إس-300” لإيران، وأيضاً التأخر في بناء محطة بوشهر للطاقة النووية لتأخر إيران في دفع مستحقاتها المالية.

وأخيراً وخلال الحرب الروسية – الأوكرانية اتخذت العلاقات بينهما منحى أكثر تطوراً، فقد أعلن نائب وزير الدفاع الإيراني مهدي فرحي أن طهران وضعت اللمسات الأخيرة على اتفاق مع موسكو تحصل بموجبه القوات المسلحة الإيرانية على طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز “سوخوي سو- 35” وطائرات تدريب “ياكوفليف ياك – 130” ومروحيات هجومية من طراز “ميل مي -28”.

ومنذ فترة حذرت الولايات المتحدة من أن إيران ستواجه رداً سريعاً وقاسياً إذا باعت صواريخ باليستية إلى روسيا، وذلك رداً على تقارير في وقت سابق أفادت بأن طهران قامت بذلك، فقد ذكرت تقارير لـ “رويترز” أن إيران زودت روسيا بمئات الصواريخ الباليستية من طراز “أرض-أرض”، إضافة عدد من الطائرات من دون طيار وقنابل موجهة وذخيرة مدفعية إيرانية الصنع استخدمت جميعها في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن إدارة بايدن ستفرض مزيداً من العقوبات على إيران لتزويدها طائرات من دون طيار لروسيا، وستذهب إلى أبعد من ذلك إذا ثبت أن إيران أعطت روسيا صواريخ باليستية.

وبينما تنفي إيران أنها زودت روسيا بالأسلحة، واستناداً إلى تقرير “رويترز” فقد أرسل نحو 400 صاروخ إيراني إلى روسيا، بما في ذلك صواريخ وصلت مداها الأقصى وهو 700 كيلومتر.

وقد أعلنت كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان أنه “إذا بدأت إيران ترسل صواريخ باليستية أو تقنيات مرتبطة بها إلى روسيا فسنكون مستعدين للاستجابة بطريقة سريعة ومنسقة، ويشمل ذلك فرض عقوبات إضافية”.

كما كشفت وكالة “رويترز” أن إيران زودت روسيا بعدد كبير من صواريخ “أرض- أرض” الباليستية في خطوة تعزز التعاون العسكري بين البلدين، ووفقاً للتقرير فقد وافرت طهران نحو 400 صاروخ، تشمل عدداً من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من عائلة “فاتح – 110″، مثل الصاروخ “ذو الفقار” وهو صاروخ متنقل قادر على إصابة أهداف على مسافات تتراوح ما بين 300 و700 كيلومتر.

وعلى رغم ذلك إلا أن طهران وموسكو تتنافسان في ما بينهما في أسواق الطاقة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمسائل العسكرية فإنهما تقتربان أكثر فأكثر متحدتين في معارضتهما للولايات المتحدة، والأيديولوجية الشيعية الثورية في إيران لا تتفق مع النزعة المحافظة في روسيا.

فضلاً عن التعاون في مجال المسيرات الإيرانية والحديث عن مصنع في تتارستان الروسية لإنتاج طائرات إيرانية من دون طيار، وكل ذلك مؤشر إلى التعاون الذي جعل الصراع العسكري في أوكرانيا والشرق الأوسط متشابكين.

هدى رؤوف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى