دولة الإحتلال

إسرائيل وورقة التوت الأميركية

الشركاء والداعمون ضد الحق الفلسطيني طبعاً على رأسهم أميركا وبريطانيا وألمانيا، فيما بعض الدول الأوروبية مترنحة بين "المؤيد والمعارض"

قرأت جملة تلو جملة بيانات الدول المشاركة في الاتحاد الأفريقي، فوجدت والحق يقال أنَّ كل من في الاتحاد الأفريقي دون استثناء مع الحق الفلسطيني قلباً وقالباً، وأيضاً وجدت أن أغلب دول أميركا اللاتينية، وليس جميعها حتى أكون منصفاً، متضامنة معنا.

الشركاء والداعمون ضد الحق الفلسطيني طبعاً على رأسهم أميركا وبريطانيا وألمانيا، فيما بعض الدول الأوروبية مترنحة بين “المؤيد والمعارض”، لأنَّ إسبانيا وبلجيكا وإيرلندا تحديداً تلعب دوراً ممتازاً ولديها قناعة أن لا بد من قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، ولقد نجحت حالياً في الحصول على قرار أوروبي بأغلبية جيدة داخل الاتحاد يدعو إلى هدنة طويلة وإدخال المساعدات الإنسانية وأيضاً يضغط بشتى السبل من أجل عدم إيقاف تمويل وكالة “الأونروا”، لما تشكله من أهمية للشعب الفلسطيني طوال عدة عقود قاسية من معاناته.

نعم، في السابق، كان التأييد العالمي ضد الحق الفلسطيني كبير، للأسف الشديد، وكان الفلسطينيين داخل وطنهم وفي الشتات يشعرون بالحزن والألم بسبب مواقف هذه الدولة أو تلك، لكن الآن اتسعت رقعة الداعمين والمؤيدين، وذلك لسبب بسيط لا يخفى على أحد، وهو أنَّ الشعب الفلسطيني يتعرض لحملات إبادة وحشية ممنهجة ومدروسة وعلنية، ويُحرم من أبسط مستلزمات الحياة، خصوصاً داخل قطاع غزة المحاصر أمام العالم أجمع، وبات من المستحيل تجاهل ما يحدث على أرض الواقع من سفك دماء وخراب بحق المدنيين العزل.

إنَّ الخطوة التي قامت بها جنوب أفريقيا، مشكورة، تشكل نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية. فعندما توجهت إلى محكمة العدل الدولية ورنت بصوت مرتفع جرس الإنذار، جعلت العالم بأسره يسمع ما يجري من دون زيادة أو نقصان، وكذلك شجعت الكثيرين على التوجه إلى محكمة العدل الدولية وكشف مزيد من الحقائق والأدلة والتي تصب في صالح الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة.

باعتقادي، سوف ينسحب الكثير من الحلفاء الأوفياء الذين كان لديهم في السابق علاقات متينة مع إسرائيل، لأنه لا يمكنهم الوقوف معها إلى الأبد، وهي ما زالت مصرة على تلويث يدها بدماء الأبرياء، وتعلن تبريرات تافهة ومكررة بات لا يصدقها أي أحد، وسوف تبقى ورقة توت واحدة في النهاية تستر عورة إسرائيل وهي أميركا.

حسين على غالب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى