يبدو أن القادة العسكريين والسياسيين الاسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو قد ادمنوا سياسة وممارسة “ولعبة” التهديد والوعيد والحُبور والثبور وعظائم الامور،
ربما أنهم أيضا قد أخذوا جرعة حماسيّة وتحفيزيّة زائدة من الرئيس الطاووس الاشقر ترامب، المعروف والمشهور والمشهود بتهديداته الصارخة الجحيميّة،
ولكن مهلا مهلا، فبماذا يُهدّدون ومن يُهددون؟؟!!
ترامب يُهدّدُ بانه سيسمح لإسرائيل “بانجاز المهمة” في غزة، مع المقاومة اذا لم تُطلق هذه المقاومة سراح جميع الاسرى الاسرائيليين – الامريكيين المُحتجزين لديها في القطاع الصامد الصابر المرابط،وللتدليل على ذلك فقد افرجت ادارة ترامب عن شحنة قنابل عملاقة زنة طن ونصف طن لاسرائيل كانت قد منعتها ادارة بايدن،
وهل ستستخدم اسرائيل هذه القنابل العملاقة لقصف منشآت الجيش الاحمر السوفييتي او الجيش الاحمر الصيني في قطاع غزّة، أم لتقصف نازحين في خيامهم، هبة الريح كفيلة بالاطاحة بها أو زخّة مطر!!،
إنه العار على امريكا ان تُشجّع جيشا اسرائيليا يمارس الابادة الجماعية ضد سكان مدنيين في القطاع الضيق الذي ما زال مُحاصرا،
أما نتنياهو ومن ورائه وزير حربه يسرائيل كاتس فبماذا يُهدد؟؟،
يُهدد بحرب شاملة عنيفة قوية ضد المقاومة في غزّة، من اجل اقتلاعها من جذورها ولبس فقط ضرب سيقانها!!،
ماذا كان يفعل الجيش الاسرائيلي في غزة على مدار اكثر من 14 شهرا الماضية إلا “دبّ” القنابل والصواريخ والحمم والقتل والتدمير ضد المدنيين والمرافق المدنية بما فيها المستشفيات والمدارس ودور العبادة،
نتنياهو وجيشه المُعتدي لم يستطع خلع “شتلة واحدة للمقاومة، فما بالك باشجارها الباسقة،
بل على الارجح، حسب المعطيات التي ترشح من القطاع المعجزة، أن المقاومة تزداد قوّة ومنعة وخبرة ، وانه على الجيش الاسرائيلي اذا ما غزا غزة مرة اخرى ان يُجابه مقاومين أولي بأس، اشداء، فقد العديدون منهم عائلاتهم وممتلكاتهم ودنياهم بسب البطش الاسرائيلي والتدمير الاعتباطي والممنهج.
يعني بالمحصلة فان نتنياهو يُهدّد غزة بما كان قد اخفق في تحقيقة، وخاصة موضوعي سحق المقاومة واستعادة الرهائن بالضغط العسكري،
إذا ما اقدم نتنياهو على خطوة ما بعد تهديداته، فعلى الارجح انه لن يجني من السراب إلآ الغُثاء، حتى مع ان نتنياهو يعد جمهوره الاسرائيلي ان يبني لهم قصورا من زبد وان يزرع لهم البحر مقاثي،
والأمر ذاته في نفس السياق والصدد ينطبق على جنوب لبنان، فلن تطول عربدة جيشه في الجنوب الصامد الذي اصبح محتلا بصورة جزئية،
حتى في سوريا فسينتج شيء جديد من رحم ما يجري حاليا، وستوجّه البنادق لتحرير الجولان والاراضي السورية المحتلة حديثا حتى تُخوم دمشق،
استعداد رجال اليمن للنزال، وتصريحاتهم بملئ السماء صواريخ ومسيّرات، مُتجهة نحو يافا، مُعطى قديم جديد على ان تهديدات ترامب ونتنياهو هي فرقعة حبّات بوشار، “وما بيصير اكثر ما صار”!!.