دولة الإحتلال

إسرائيل تُناطِح الاصدقاء قبل الاعداء

اسرائيل لا تكفّ عن "تبشيم الخوازيق ودقّ الاسافين" حتى للدول المُطبّعة معها وتنام في "سكرة" عسل التطبيع، فتناصر إثيوبيا سرّا ضد مصر.

هدّدت اسرائيل، على لسان وزير خارجيّتها، يسرائيل كاتس، باتخاذ اجراءات قانونية ضد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمنعه شركات اسرائيلية من المشاركة في معرضٍ للصناعات البحرية، يُقام في فرنسا.

يا سبحان الله، والله غالب، كما يقول الاخوة التوانسة، المعرض يُقام في فرنسا وليس في اسرائيل يا سادة يا كرام، أي في بلد الثورة الفرنسية، في بلد مستقل ذو سيادة والبلد الاوّل الذي كان زوّد اسرائيل بالتقنيات النووية،

ومع ان ماكرون كان قد هرع كغيره من حكام الغرب إلى تل ابيب بعد أكتوبر، إلا ان كل ما فعله ويفعله “الرجل” لصالح اسرائيل لم يشفع له ان يتخذ موقفا سياديا لصالح بلاده حيال من يشارك او لا يُشارك في المعرض البحري المذكور.

اسرائيل تتدخل في شؤون اصدقائها ولا تُفوّت لهم حتى تصرفا بسيطا أو تصريحا صغيرا تعتبره مُناقضا لرغباتها وسياساتها وتصرفاتها وحتى اعتداءاتها.

وفي هذا المجال والصدد ليس ادلّ على ذلك التصرّف الاسرائيلي العُدواني المتغطرس إلا موقف اسرائيل من الامم المتحدة عامة ومن امينها العام انطونيو غوتييرش بشكل خاص، إذ تعرّض غوتييرش مرارا لتهجّمات وزير خارجية اسرائيل ومندوبها في الامم المتحدة في نيويورك.

اقرأ أيضا| أمريكا وإسرائيل: من يملك قرار الحرب؟

اسرائيل لا تكفّ عن “تبشيم الخوازيق ودقّ الاسافين” حتى للدول المُطبّعة معها وتنام في “سكرة” عسل التطبيع، فتناصر إثيوبيا سرّا ضد مصر في سدّ نهضتها وتُصرّح علنا، مع امريكا، عكس ذلك!!.

وتتخذ هي وامريكا بجانبها، “موقفا هُلاميّا” من الصحراء الغربية، مع أن المغرب فتحت ذراعيها وابوابها لكل ما هو اسرائيلي بما فيها شراء صفقات سلاح إسرائيلية.

نتنياهو في سعيه الحثيث لفوز صديقه وتوأمه الطاووس الاشقر ترامب في انتخابات نوفمبر على الابواب، لا يتوانى في ان يعقر صديقه وحليفه وداعمه وزميله في الصهيونية بايدن، ومن ورائه كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية.

اذن يبدو أن الصديق الوحيد لاسرائيل في نظر اسرائيل هي اسرائيل نفسها، وبالتالي فان الصديق الوحيد لنتياهو هو نتنياهو ذاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى