دمرت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فروع البنوك في بيروت المتهمة بتمويل حزب الله في توسيع إضافي لحملة القصف.
واستهدفت غارات جوية مباني تضم فروعا لجمعية القرض الحسن، وقالت إسرائيل إنها أصابت “عشرات” الأهداف. حسب صحيفة التليجراف.
◄ الأنشطة الإرهابية
وقال الجيش الإسرائيلي إن المؤسسة المالية “تمول بشكل مباشر الأنشطة الإرهابية لحزب الله، بما في ذلك شراء الأسلحة والمدفوعات لعناصر في الجناح العسكري لحزب الله”.
وتحولت المباني في عدة مواقع في بيروت، وكذلك في وادي البقاع إلى الشرق، إلى أنقاض.
وأظهرت لقطات من مكان الحادث ما يبدو أنها وثائق مالية متناثرة على الأرض.
وأصدرت إسرائيل تحذيرا للسكان المحليين بضرورة الفرار من محيط فروع البنوك قبل وقت قصير من بدء الغارات.
◄ سقوط ضحايا
أفاد شهود عيان على إحدى الغارات في أحد أحياء بيروت أن السكان المحليين القلائل الذين بقوا في المنطقة فروا قبل أن تؤدي قنبلة إلى تحويل المبنى إلى أنقاض.
ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا، صباح اليوم الاثنين. وأصابت إحدى القنابل فرعًا بالقرب من المطار الرئيسي في البلاد، مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وكانت الحركة الجوية تعمل بشكل طبيعي في ذلك الوقت وتأخرت رحلة جوية من دبي لعدة دقائق.
وقال الأميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي: “في الأيام المقبلة، سنكشف عن كيفية تمويل إيران لأنشطة حزب الله الإرهابية باستخدام المؤسسات المدنية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تعمل كجبهات للإرهاب”.
◄ استهداف النظام المصرفي
وقال مسؤول كبير في المخابرات الإسرائيلية لصحيفة نيويورك تايمز إن استهداف النظام المصرفي يهدف إلى تعطيل العمليات اليومية لحزب الله، وتقويض دعمه في المجتمعات اللبنانية وإعاقة قدرته على إعادة البناء.
لدى البنك حوالي 30 فرعاً في جميع أنحاء لبنان والتي تشكل جزءاً رئيسياً من نفوذ حزب الله وشعبيته بين السكان الشيعة.
اقرأ أيضا| أزمة الأونروا: تقليص التمويل أم تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين؟
يعتبر القرض الحسن جزءاً رئيسياً من شبكة حزب الله المترامية الأطراف من الخدمات الاجتماعية والمصالح الاقتصادية والقوة السياسية.
◄ خدمات البنك
تأسس البنك عام 1982 لتقديم الخدمات المالية للمحتاجين اللبنانيين، وخاصة المسلمين الشيعة.
ويقدم خدمات تشمل قروضًا بدون فوائد وسحوبات من أجهزة الصراف الآلي من فروعه التي يزيد عددها عن 30 فرعًا والمنتشرة في الضواحي الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان، في بلد يعاني فيه القطاع المصرفي الرسمي من الفوضى.
ونما نفوذ البنك في السنوات الأخيرة بعد أن دمرت الأزمة المالية عام 2019 الثقة في القطاع المصرفي التقليدي.
ومع ذلك، تقول الحكومة الأمريكية إن البنك هو أيضًا مصدر نقدي رئيسي للجماعة، وأنه يخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2007.
بحلول عام 2021، قدرت وزارة الخزانة الأمريكية أن البنك قد جمع 500 مليون دولار (383.8 مليون جنيه إسترليني).
وستضيف إضرابات يوم الأحد إلى الضغوط المالية على الجماعة. وحتى قبل ذلك، كان يُعتقد أن إسرائيل دمرت الكثير من الاحتياطيات النقدية للحزب، تماماً كما يحتاج حزب الله إلى مبالغ ضخمة لدعم المسؤولين النازحين والأسر التي فرت من الجنوب.
◄ أموال غير مشروعة
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، إن حزب الله يواجه “مشكلة مالية خطيرة للغاية”.
وقال: “إنهم غير قادرين على دفع رواتب الأعضاء الذين فروا من منازلهم ويحتاجون إلى إطعام أسرهم”.
ويقال إن حزب الله لديه شبكة واسعة من عمليات جني الأموال غير المشروعة للتغلب على العقوبات الغربية.
◄ تهريب الكبتاجون
في الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة رجال وأربع شركات زعمت أنها تجني الأموال لحزب الله من خلال تهريب الكبتاجون، وهو أمفيتامين شديد الإدمان، كجزء من مشروع غير مشروع بقيمة مليار دولار يديره كبار أعضاء النظام السوري.
ويحصل حزب الله أيضًا على تمويل كبير من إيران، لكن المدفوعات النقدية القادمة من طهران توقفت لأن إسرائيل تهدد باستهداف الرحلات الجوية من إيران إلى بيروت.
وتصف القرض الحسن نفسها بأنها منظمة خيرية وتعمل بموجب ترخيص ممنوح من الحكومة اللبنانية.