إسرائيل الآن «مهزومة» مثل العرب عام 67
في إسرائيل لا يوجد الآن صحفي يسأل سؤالا. بل صحفيون يعطون إجابات وجنرالات يسألون أسئلة، ووزراء يتفاجؤون ويسألون الصحفيين ماذا عليهم ان يفعلوا لينالوا رضى قنوات التلفزة!!
أتابع سلوك إسرائيل منذ بداية الحرب فلا اجد فيها ما يوحي باستخدام العقلانية في أي مجال من المجالات. من شدة الصدمة سلّمت إسرائيل قيادتها لثلة من الصحفيين المرضى بالعنصرية من اقصى اليمين، تربعوا في الاستوديوهات يبثون سمومهم العنصرية في الفضاء ليل نهار.
واختفى المحللون والصحفيون الذين نعرف وجوههم وجلس مكانهم مستوطنون لا يفقهون في السياسة ولا الاخلاق ولا الصحافة ويكرهون العالم ويكرهون الشعوب الأخرى ويكرهون الأحزاب الإسرائيلية الأخرى. وهم الذين يوجهون الجنرالات والسياسيين والوزراء ماذا يقولون وماذا لا يقولون !!
إن صحفيين ومذيعين يخرجون على الهواء وهم يحملون السلاح على خواصرهم لا يمكن أن يجدوا حلولا لاي مشكلة كانت سواء داخلية أو خارجية. بل هم يصبون الزيت على النار ويواصلون ذلك للشهر العاشر على التوالي.
الصحفي ليس قائدًا سياسيًا. ودوره يجب ان يقتصر على طرح الأسئلة، وهو غير مدرب ولا قادر على إعطاء الإجابات والردود لا سيما الإجابات الحكومية.
في إسرائيل لا يوجد الآن صحفي يسأل سؤالا. بل صحفيون يعطون إجابات وجنرالات يسألون أسئلة، ووزراء يتفاجؤون ويسألون الصحفيين ماذا عليهم ان يفعلوا لينالوا رضى قنوات التلفزة!! حتى أن أحد الصحفيين المختصين بالشأن الفلسطيني اقترح على الجنرالات كيف يجب قتل أكبر عدد ممكن من سكان غزة دون رحمة ودون تردد !!
وقد لاحظت ان كبار الصحفيين في إسرائيل باتوا يحصلون على اقل من دقيقة بث يوميا أو تم اقصاءهم كليا عن المشهد لأشهر عديدة. بينما يحصل مستوطنون او صحفيون “صغار” وممثلون عن المستوطنين على ساعات وساعات من البث ليل نهار دون حسيب أو رقيب على كلامهم وعلى أفكارهم المخالفة للقانون الدولي وللقانون الاستعماري نفسه.
صحفي انتهازي واحد تسبب في غرق سفينة تايتانيك الشهيرة حين لعب برأس القبطان واقنعه أن يزيد سرعته وسط جبال الجليد. وكان هذا الصحفي أول من قفز في قارب النجاة وهرب من تايتانيك، بينما قرر القبطان أن يغرق مع سفينته .
كلما شاهدت قنوات التلفزيون الإسرائيلي، وكلما طالعت الصحافة العبرية. تذكرت الصحافة العربية عام 1967 والعناوين العاطفية الفاشلة التي أضاعت الامة العربية أربعين عاما على الأقل.
على الصحفي أن يبحث عن الحقيقة.. وليس أن يبحث عن الانتقام والتزلف للحكومات.