إن تداعيات معركة السابع من أكتوبر المجيدة ( طوفان الأقصى) كانت كبيرة على كافة الأصعدة وأحدثت هزة كبيرة في العالم ، فهي بقدر ما حققته من نصر مبين على أسرائيل بعد أن كشفت عن هزالة وضعف وكذبة الجيش الأسرائيلي الذي لا يقهر، وماهو في حقيقته ألا نمر من ورق! ، وأن المجتمع الأسرائيلي ماهو ألا بيت العنكبوت ، الذي سرعان ما أنهار في أول ساعات المعركة.
فأزدحم مطار بن غوريون بالأسرائيليين ، الفارين بجلودهم والتاركين ورائهم كل شيء حتى الوطن الموعود بكل ما فيه من كذب وخداع!. الشيء المهم والكبير هو ان هذه المعركة البطولية أيقضت ضمير شعوب العالم الذين خرجوا بتظاهرات مليونية في كل عواصم العالم دعما للقضية الفلسطينية ، ومنهم الشعب الأمريكي والشعب الأسرائيلي نفسه (اليهود منهم) الذين خرجوا بتظاهرات يطالبون بحق الشعب الفلسطيني وليوضحوا للعالم أنهم يهود وليسوا صهاينة! .
وعلى الرغم من قوة الأعلام الأمريكي والصهيوني المعروف بالكذب والتلفيق والتزييف وقلب الحقائق ألا انه لم يستطع طمس حقيقة الأجرام الأمريكي والصهيوني في ابادته للشعب الفلسطيني ، فظهر ذلك أمام العالم ، الذي هاله ما يجري من المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين بدعم من أمريكا وباقي حكومات الغرب .
الشيء الخطير في معركة 7 أكتوبر المجيدة هو امتداد رقعة التأييد للقضية الفلسطينية الى سوح الجامعات، حيث قامت أكثر من 18 جامعة أمريكية بالتظاهر وكتابة الشعارات المؤيدة للحق الفلسطيني بل أنها أعلنت الأضراب والأعتصام لحين أيقاف حرب الأبادة ضد الفلسطينيين ، على الرغم من القمع والأعتقالات التي تعرضوا لها من قبل الشرطة! . وكانت مراسلة الحدث ، (بأمكانكم مشاهدة ذلك على اليوتيوب) ، التي كانت تنقل مشاهد من داخل الحرم الجامعي لواحدة من أهم وأكبر الجامعات في العالم وفي أمريكا وهي (جامعة جورج واشنطن) ، حيث قام الطلاب بوضع العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية على تمثال جورج واشنطن!! مؤسس أمريكا والذي يتوسط الجامعة.
كما قاموا ، بنصب الخيم داخل الحرم بترتيب وبتنسيق عالي ، فهناك (خيم للأكل وتحضير الطعام) ، (وخيم للأدوية والمستلزمات الطبية) ، (وخيم تحولت الى مكتبات) لأن الطلاب الآن على أبواب الأمتحانات النهائية!.، كما ذكرت بأن هناك موجة من الأحتجاجات تجتاح أكثر من 1000 جامعة في أمريكا !! ، وأن بعض الجامعات كتبت أسماء أكثر من عشرة ألاف شهيد فلسطيني على جدران الكليات ، وقد شبهت مراسلة الحدث ما يجري في الجامعات الأمريكية ، بأنه يعيد ذكريات أنتفاظة طلاب الجامعات (أبان حرب فيتنام في منصف ستينات القرن الماضي)!!؟ .
والسؤال الذي بات يفرض نفسه بتعجب وحيرة ولا يخلوا من شك؟، لماذا لم تنقل لنا الأخبار ولا الفضائيات ولا أية وسيلة أعلامية ، عن قيام أحدى الجامعات العربية ومنها الجامعات العراقية!! ، بعشر ما تقوم به الجامعات الأمريكية وطلابها؟ ، فهل فلسطين عربية أم أمريكية؟ أم ماذا وراء مثل هذا الموقف المخزي والمعيب؟ ، هل هو الخوف من أمريكا وأسرائيل؟ أم ماذا؟ ، وأذا كانت الجامعات العربية لم تخرج بمظاهرة واحدة ، لكون أن حكوماتهم لديها تطبيع مع أسرائيل قد يمنعهم من ذلك!؟ ، فماذا عن الجامعات العراقية الحكومية والأهلية منها؟؟ ، هل هناك توجه من قبل الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لا سامح الله بمنع ذلك؟؟! .
نقول ، صحيح أن العراق دعم ويدعم القضية الفلسطينية منذ بدايتها ولحد الآن وتاريخه مشرف في ذلك ، وأنه قدم خلال معركة 7 أكتوبرالمجيدة الحالية الكثير من قوافل المساعدات الغذائية والطبية ، ولكن حتى الفلسطينيين أنفسهم يرون بأن الدعم المعنوي والخروج بتظاهرات وخاصة الشريحة الطلابية الطليعية المثقفة له وقع وتأثير أكبر! . فهل سنشهد قريبا خروج طلاب جامعاتنا الحكومية والأهلية بمظاهرة واحدة بسيطة ، حتى ولو من باب ذر الرماد في العيون!! لدعم القضية الفلسطينية ، فنحن لا نريد أعتصامات ولا أضرابات كما في الجامعات الأمريكية ، ففلسطين هي قضية العرب وفلسطين عربية وليست أمريكية ولا بريطانية فمن المعيب والمخزي أن لا يكون لجامعتانا العراقية دور وموقف في نصرتهم!. ألا يفترض أن نقرن القول بالفعل؟!.