أهل غزة بين مطرقة الحرب وسنديان الاستغلال
أهل غزة يعانون ويلات الحرب التي انعسكت عليهم آثارها فحرموا من التعليم والسفر والعلاج ....إلخ من متطلبات الحياة ومقوماتها الأساسية، وفقدوا أعمالهم وممتلكاتهم.
تدخل حرب الإبادة الجماعية على أهل غزة عامها الثاني وقد تجاوز عدد الشهداء 43 ألف شهيد وأكثر من 100.000 جريح وأكثر من 10 آلاف مفقود إضافة إلى أكثر من 2 مليون نازح وتدمير للبنى التحتية والمرافق العامة وممارسة أبشع انواع الجرائم التي لم تشهدها الحروب العالمية ومازالت حرب الإبادة مستمرة في ظل غياب أي أفق سياسي يفضي بوقف الحرب وإنهاء تلك المعاناة التي يدفع ثمنها المواطن الغزي.
وبرغم الحالة التي نعيشها وأمام المجازر التي لا توصف وحرق الخيام على ساكنيها وما يحدث في جباليا من تطهير عرقي وإبادة جماعية فما هو إلا فعل اجرامي يمارس بحقنا كفلسطينيين تنحصر جل تطلعاتنا في حياة كريمة في كنف وطننا.
أهل غزة يعانون ويلات الحرب التي انعسكت عليهم آثارها فحرموا من التعليم والسفر والعلاج ….إلخ من متطلبات الحياة ومقوماتها الأساسية، وفقدوا أعمالهم وممتلكاتهم، وفي خضم هذه المآسي برزت الفئة الخبيثة النائمة من المجتمع التي تجردت من كل القيم الاخلاقية والنخوة والوطنية معلنة حربها على أهلنا بالتوازي مع حرب الابادة الاسرائيلية حيث يطل علينا تجار أبوا إلا وأن يسلبوا قوت الأهالي في غزة وتمثلت جرائمهم في احتكار البضائع ورفع أسعارها استغلالا لحاجة الناس لها والتي معظمها عبارة عن مساعدات سرقتها عصابات بلطجية.
جريمة من نوع آخر يمارسها هؤلاء التجار من خلال فرض عمولات بنسب عالية اقتربت من 30% من الراتب مقابل صرف رواتب فئة الموظفين مستغلين حاجتهم للمال كي يتمكنوا من توفير متطلبات أسرهم الحياتية اليومية من طعام وشراب كذلك الاحتياجات التي فرضتها عليهم ظروف الحرب من شوادر وخيام والتي من المفترض أنها تُقدم لهم كمساعدات إنسانية.
اقرأ أيضا| حكومة التطرف ونهج إبادة الفلسطينيين
نحن هنا أمام جريمة من نوع آخر يقف وراءها بعض من مندوبي المؤسسات الخيرية حيث سرقة المساعدات ومنعها عن مستحقيها وبيعها في الأسواق من خلال ماسبق ذكره من تجار استغلاليين.
لقد استغل بعض من الأشخاص علاقاتهم ببعض الأثرياء أو المؤسسات الخيرية خارج فلسطين مبدين استعدادهم لايصال المساعدات المالية لأهل غزة ومن ثم تذهب إلى جيوبهم.
في الحقيقة أن هذه الأفعال المشينة ليست من سمات شعبنا الفلسطيني بل أنها أفعال لفئة أبت إلا وأن تخرج عن الصف الوطني وتتجرد من أخلاقه وقيمه الاجتماعية وعليها أن تقف عند مسؤولياتها الوطنية وتكف عن هذه الأفعال الاجرامية وتعود إلى رشدها وتساند أهلهم في غزة لتكون غزة قوية قادرة على الصمود في وجه هذه الحرب الشرسة التى صمت العالم أمامها دون ممارسة أي ضغط حقيقي على الاحتلال لوقفها مما أطلق يد العنان للاحتلال لممارسة شتى أشكال الجريمة والتطهير العرقي بحق أهل غزة.
كان الله عوناً لأهل غزة.