السلطة الفلسطينية

أطلب الحوار ولو في الصين

الحوار بين فتح وحماس يحتاج إلى الإرادة الوطنية وليس إرادة هذا الفصيل أو ذاك، والحوار يحتاج إلى صدق النوايا وليس فقط الى المصاحفه والقبلات وتشابك الأيادي وتوزيع الابتسامات أمام عدسات وسائل الإعلام والفضائيات

يبدو بأن الحوارات الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس تواجه صعوبة في الوصول إلى النتائج المطلوبة بسبب عوامل الطقس؛ ولذلك تحتاج إلى مناخ جديد بعد حوار موسكو وطقس البارد وارتفاع الثلوج أهمية الطقس تسهم في إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق التوافق الوطني، ولا نقول الوحدة الوطنية فقد أصبحت أصعب من تحرير فلسطين، ومن أجل الحيادية والإنصاف وعدم الانحياز إلى كلا الطرفين فاهم المسؤولين عن أزمة الشعب الفلسطيني في الانقسام الفلسطيني وليس المقصود في الانقسام كما كان سابقا الجغرافي.

من خلال سيطرة حماس على قطاع غزة وفقا لنتائج إنقلاب حماس كما أطلق عليه أو تحت بند الحسم العسكري كما أسمتها حركة حماس في ذلك اليوم 2007 و كل طرف يعتبر بأنه صاحب الرأي السديد وفي حقيقة الأمر بأن الانقسام الأساسي في تغييب أغلبية الشعب الفلسطيني عن المشاركة في حوار شامل لا يختصر على حماس وفتح، ولا على الفصائل الفلسطينية، ولكن يجب أن يشمل على مختلف الشرائح الفلسطينية سياسية وأكاديمية واقتصادية والمنظمات الشعبية المرأة والعمال والمعلمين ومختلف الاتحادات، حوار وطني يحدد المسار السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال جلسات الحوار الوطني الشامل ومخرجات الحوار تتوج بعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني، ويتم التوافق الوطني حول عدد وأعضاء المجلس الوطني وكذلك أعضاء المجلس المركزي الفلسطيني، ويتم إنتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من خلال الاقتراع المباشر، ويعني ذلك تأكيد على الشراكة الوطنية الفلسطينية.

لذلك وجهة نظري بأن الحوار يحتاج إلى الإرادة الوطنية وليس إرادة هذا الفصيل أو ذاك، والحوار يحتاج إلى صدق النوايا وليس فقط الى المصاحفه والقبلات وتشابك الأيادي وتوزيع الابتسامات أمام عدسات وسائل الإعلام والفضائيات، لكل ذلك لم يكن هناك مبرر إلى عقد للقاء بدون نتائج ملموسة كما سبق عشرات اللقاءات الثنائية والجماعية، لقد أصبحت هذه اللقاءات لا تلقى الاهتمام ومخيبة للأمال الشعب الفلسطيني وخاصة بعد تكرر تلك الحوارات والتي لا تسمن ولا تغني من جوع وتحميل كل طرف مسؤولية الفشل لطرف الأخر، وما يزال شعبنا تحت العدوان الإسرائيلي المستمر لشهر السابع على التوالي وتدمير 90% من قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، ونواجه خطر تهجير الفلسطينيين بقطاع غزة خاصة بعد الانتهاء من الممر المائي الذي اقامته الإدارة الأمريكية بتنسيق مع “إسرائيل”.

ومن المتوقع حين يتم الانتهاء من الجسر المائي وإدخال بعض المساعدات الإنسانية للمواطنين يبدأ سيناريو نتنياهو في الهجوم على رفح وتقوم الإدارة الأمريكية بعمليات التهجير وفقا لما صدر حول موافقة الإدارة الأمريكية إستقبال إعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة على وجه التحديد، وكما سبق إعلان كندا ودول آخرى تحت بند الدوافع الإنسانية.

وبعد ذلك يتم الاتجاه إلى سيناريو نتنياهو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ومخيماتها والقدس، هذه هي الأساس في المخطط الإسرائيلي ولا أعتقد بأن كلا الطرفين فتح وحماس على جدول حوار الصين حول مواجهة التحديات الإسرائيلية بل تقاسم والمقايضة فيما بينهم.

” لا رجاء ممن خاب منهم الرجاء”.

عمران الخطيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى