ملفات فلسطينية

أشكال تعذيب الأسرى في معتقل «سدية تيمان».. الجزء الثاني

بقي السجين "م. خ"، يصرخ بأعلى صوته أمام ضحكات الجنود الذين التفوا حوله من كل جانب، واستهزائهم به، إلى أن بدأ صراخه يخفت شيئاً فشيئاً، حتى أصبح لا صوت لصراخه بالمطلق، وحين حركه الجنود بأحذيتهم يميناً وشمالاً.

ما الذي يحدث خلف أسوار معتقل (سدية تيمان) الإسرائيلي في صحراء النقب السيء السمعة من ممارسات ضد المعتقلين الفلسطينيين.

إن ما يظهر للعلن من ممارسات من يدعون الحضارة والأخلاق لجيشهم شبيه بما حصل في معتقلات أبو غريب وغوانتانامو من انتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين.

وهنا نورد بعض الأشكال السائدة في معتقل (سدية تيمان) :-

– الشبح

– الهز العنيف

– تقييد الأيدي والأرجل

– التعرض للضوضاء

– الإجبار على التعري

– الوقوف على فترات طويلة

– القرفصاء

– العزل في زنزانة انفرادية

الحرمان من قضاء الحاجة الضرورية

– إطلاق الكلاب البوليسية لممارية الجنس مع الأسرى

– التحري

– الضغط على الخصيتين

– الحرمان من النوم

– إدخال أدوات في الأعضاء التناسلين للأسير

– التعرض للحرارة والبرودة الشديدين

وإلخ … من أساليب التعذيب التي يمارسها السجانون الإسرائيليون ضد أسرانا البواسل.

كل ذلك لأنهم فلسطينيون متمسكون بحقهم في وطنهم يتعرضون لأبشع طرق التعذيب، كل ذلك يظهر وحشية الاحتلال الإسرائيلي، هذا جزء بسيط من أشكال التعذيب.

إن حادثة اغتصاب الأسير الفلسطيني المعتقل في (سدية تيمان) على يد الجنود الإسرائيليين شكل وصمة عار في جبين هذا الجيش الذي يفتقر إلى الأخلاق.

اقرأ أيضا| سياسة «الاكتظاظ».. حرب بن غفير الخاصة ضد الأسرى الفلسطينيين

ذلك ولم يكن يعلم المعتقل “م. خ”، في سجن (سدية تيمان)، ماذا سيحصل معه، اعتقد أن الجنود سيمارسون اللواط معه، أو أي من السجناء سيجبر على فعل ذلك، أو سيضعون عصا في مؤخرته، أو سيضربونه بقطعة بربيش، أو سيصعقونه بعضا كهربائية.

كان السجين المنبطح على بطنه أرضاً، معصوب العينين، مكبل اليدين، لا يقوى على الحركة، أو حتى النظر لمعرفة ما يدور حوله، لم يعرف أن عقلية الاحتلال تتفتق عن عمليات تعذيب بحق الفلسطينيين.

أحضر أحد الجنود أسطوانة لإطفاء الحرائق، وأمسك بخرطومها، وبدأ يدسه في مؤخرة السجين “م. خ”، والسجين يصرخ بأعلى صوته من شدة الألم، ما جعل جندي آخر يقوم بوضع مقدمة حذائه في فمه، في خطوة سادية لإسكاته.

بعد أن تأكد الجندي الموتور بأن الخرطوم قد أصبح في المكان الذي أراده، قام بفتح صمام الأسطوانة كاملاً، مع مواصلة ركله بمقدم أحذيتهم، وأعقاب بنادقهم، وهراواتهم التي لم تتوقف عن النزول على ظهره، غير آبهين بما سيحدث له من ألم جسدي، وعذاب نفسي.

بقي السجين “م. خ”، يصرخ بأعلى صوته أمام ضحكات الجنود الذين التفوا حوله من كل جانب، واستهزائهم به، إلى أن بدأ صراخه يخفت شيئاً فشيئاً، حتى أصبح لا صوت لصراخه بالمطلق، وحين حركه الجنود بأحذيتهم يميناً وشمالاً، وقلبوه على ظهره، كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، فحملوه إلى جهة مجهولة، دون أن يرف لهم جفن.

كل هذا وذاك حدث أمام عدد كبير من السجناء في القسم، بعد أن فكوا العصبات عن عيونهم للحظات ليشاهدوا بأم أعينهم هذا المنظر المقزز والمستفز، ويكونوا شهداء على سادية الاحتلال أمام العالم أجمع، هذا ما قاله أحد السجناء الثلاثة والعشرين الذين أفرج عنهم في السادس عشر من يوليو/ تموز 2024م، للصحافيين أثناء تواجدهم للفحص والعلاج في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.

عندما تنتهي الحرب يبقى الألم والصدمة في قلوب الرجال، يحاولون جاهدين نسيان ما لا يمكن نسيانه.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى