ثلاث عمليات اغتيال وفي 3 عواصم عربية وإسلامية: لبنان والعراق وإيران، وفي الاعلام الإسرائيلي نشر عن عملية رابعة في سوريا في أقل من 24 ساعة، المصادر الأمنية السورية نفت وقوعها، الأولى استهدفت الحاج محسن (فؤاد شكر) رئيس اركان القوات العسكرية لحزب الله في عقر دار الحزب في الضاحية الجنوبية/ حارة حريك. الثانية استهداف معسكرا لقوات الحشد الشعبي في العراق أدت الى سقوط 7 قتلى واصابة 12 اخرين من كوادر الهندسة بعد زمن قصير من عملية اغتيال شكر مساء الثلاثاء ايضا من خلال طائرات مسيرة “مجهولة” هاجمت منطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل جنوب بغداد العاصمة العراقية. والثالثة اغتيال القائد الفلسطيني الكبير، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية الثانية من فجر امس الأربعاء شمال العاصمة الإيرانية طهران في مقر لقدامى المحاربين، حيث كان يقيم. والرابعة إن صدقت المعلومات الإسرائيلية أمس الأربعاء ظهرا في حي السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق، واستهدفت عددا من القيادات العسكرية الإيرانية.
سأتوقف أمام عملية اغتيال القائد الفلسطيني هنية والاسئلة المرتبطة بها، رغم أهمية عمليات الاغتيال الأخرى، التي سأعود لمناقشة خلفياتها وغاياتها الإسرائيلية. ما هي أسباب وخلفيات اغتيال أبو العبد؟ ولماذا في العاصمة الإيرانية طهران؟ ولماذا لم يتم اغتيال الرجل في مقر اقامته الرئيسي في الدوحة، مع ان إسرائيل أعلنت ادراجه على قوائم الاغتيال رسميا سابقا؟ وما هو نوع السلاح الذي اغتيل فيه رجل حماس الأول؟ هل اغتيل بطائرة مسيرة، أم بصاروخ جو ارض، أم بصاروخ ارض أرض، ام بقصف من الطيران الحربي، ام بكاتم صوت، او بإطلاق الرصاص على رأسه ورأس مرافقه؟ ومن هي الجهة التي أبلغت عن مقر اقامته؟ هل الاختراق الأمني من حركة حماس، أم من عملاء إيرانيين؟ ولماذا تم التعتيم حتى اعداد هذا المقال (مساء أمس الأربعاء) على صور المبنى الذي يقيم فيه هنية؟ ولماذا تم الاغتيال في هذا الوقت؟ وما هي الرسالة او الرسائل التي ارادت ايصالها إسرائيل لإيران وقيادة حماس في آن؟ هل لذلك صلة بالمفاوضات حول صفقة التبادل ووقف الإبادة الجماعية، أم لأهداف ابعد من ذلك؟ وهل جهاز الاتصال الموجود مع الشهيد معروف ومعلوم لجهات عربية؟ وهل تمت معرفة مكان اقامته من خلال وسيلة الاتصال، ام من العملاء؟ وهل الصاروخ الذي أصابه في الرأس وفي غرفة نومه وسريره محدود القوة، ام متوسط القوة التفجيرية، أم شديد الانفجار؟ ومن سيخلف هنية في قيادة حركة حماس؟ أم أن الامر معد سلفا لتولي شخصية من الخارج؟ وهل سيقبل يحيى السنوار رئيسها في قطاع غزة بأن يتولى أي من قيادات الخارج رئاسة الحركة؟ أوليس هو صاحب القرار على الأرض في القطاع؟ وما هو الدرس الذي يجب استخلاصه من عملية اغتيال هنية؟ اليس خيار الوحدة الوطنية، هو الدرس الأهم لحركتي حماس والجهاد؟
وماذا سيكون الرد الإيراني على عملية الاغتيال؟ وما هي نوعية العمليات النوعية التي أعلنت عنها طهران ردا على العملية؟ وهل ستذهب القيادة الإيرانية الى التصعيد العسكري، أم لا؟ وهل يمكن الافتراض ان القيادة الإيرانية قدمت إسماعيل هنية كبش فداء لفتح وتوسيع طريق التعاون مع الولايات المتحدة من تحت الطاولة؟ وأين كانت حراسات هنية؟ هل كانت في المكان حيث يقيم مسؤول حركة حماس؟ ولماذا لم يعلن عن إصابة أي منهم؟ وما هو اللغز والسر في ذلك؟ وهل كانت الأجهزة الأمنية الإيرانية على علم بعملية الاغتيال؟ ولماذا لم تتخذ الاحتياطات الأمنية الضرورية لحماية الزعيم الفلسطيني؟ وهل كان مقر المحاربين القدامى، هو مقر إقامة زعيم حماس الدائم في زياراته السابقة؟ ولماذا لم يتم تغييره، وأخذ الاحتياطات الأمنية المناسبة واللازمة، ان كان هو ذات المقر الدائم الذي ينزل به؟ ومن آخر شخصية إيرانية او فلسطينية زاره في مقر اقامته قبل اغتياله؟ وهل هناك شبهات تجاه أي منهم؟
إقرأ أيضا : هل يهدد ترامب الهوية الأمريكية بإلغاء حق الجنسية بالولادة؟
وما هو دور الولايات المتحدة الأميركية في عملية الاغتيال؟ وما هي المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها لإسرائيل لتنفيذ عمليتها القذرة والجبانة؟ وهل ادعاءات بلينكن عن عدم المعرفة بعملية الاغتيال صحيحة؟ ألم تعلن الإدارة الأميركية، أنها علمت بعملية الاغتيال، أولم يعلن وزير الدفاع الأميركي اوستن عن المعرفة بالعملية؟ ومتى علمت واشنطن بعملية الاغتيال؟ هل قبل الاغتيال، أم اثناء ذلك، ام بعد ذلك؟ ولماذا هذا التناقض في المواقف الأميركية عن عملية الاغتيال؟
وهناك أسئلة أخرى سأعود لها في زوايا أخرى. المطلوب الانتظار قليلا لحين تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لاستخلاص الخلفيات والأسباب الكامنة لعملية الاغتيال، وإن كانت الأسئلة الوارد أعلاه تشير للعديد من الإجابات الضمنية والمباشرة. ومازال ملف الاغتيال للشهيد إسماعيل هنية مفتوحا على الأفق وستتم متابعته ورصده لتغطيته بالشكل المطلوب.