اجتمع زعيم الحريديم، الحاخام لاندو، في منزله مع قادة المدراس الدينية وأعضاء الكنيست من حزب ديغل هتوراة، للتشاور بشأن وضع أبناء المدراس الدينية وكيفية التعامل مع هذه الفترة واتفقوا علي ان يتم تعيين محامين يمكن لقادة المدارس الدينية والاتصال بهم في حالات القلق بشأن اعتقال الأشخاص الذين تلقوا أوامر اعتقال لعدم إمتثالهم لأوامر الاستدعاء من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي سيصدر ألف استدعاء فقط لليهود الأرثوذكس المتشددين (الحريديم) من أجل أداء الخدمة العسكرية (التجنيد) خلافا لطلب المستشارة القانونية بإصدار 7 آلاف استدعاء، وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن منذ أسبوعين أنه يعتزم إصدار 7 آلاف أمر تجنيد إضافي للحريديم.
وكانت طفت علي السطح مجددا أزمة إجبار اليهود المتدينين ( الحريديم ) في جيش الاحتلال وذلك بعد قرار المحكمة العليا للكيان الصهيوني بفرض تجنيد اليهود الحريديم في الجيش، وهو قرار احدث ازمه داخل المجتمع الاسرائيلي خاصة بعد احداث 7 اكتوبر والحرب التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي قي قطاع غزه والتي أتسعت رقعتها وأمتدت الي الدخول في حرب مع حزب الله في جنوب لبنان ومع الخسائر البشرية الكبيرة لإسرائيل في قطاع غزةوجنوب لبنان والتي أشار إليها قادة جيش الاحتلال مما دعا وزير الدفاع يوآف غالانت وقتها إلى سن قانون جديد يلغي إعفاءات التجنيد والخدمة العسكرية التي يحظى بها اليهود المتشددون (الحريديم).
ويُلزم القانون القديم معظم الإسرائيليين بالخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي ماعدا طلاب المدارس الدينية اليهودية الذي يتم إعفاؤهم منها منذ عقود وأصبح الإعفاء المعمول به منذ عقود محل خلاف واسع في إسرائيل، خاصة مع بداية الحرب على غزة وتزايد حدة الصراع مع حزب الله على الحدود مع لبنان وبات إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية أكثر إثارة للجدل، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتألف في الأغلب من جنود في سن المراهقة وعدد من المدنيين الأكبر سنا يتم استدعاؤهم للاضطلاع بالخدمة العسكرية الاحتياطية، فضلا عن أنها خدمة منهكة بسبب الحرب متعددة الجبهات في غزة وجنوب لبنان.
وقد عارض قادة من المتدينين اليهود التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي معتبرين أن دورهم يتمثل في دراسة التوراه ويرى اليهود المتدينون الذين يشكلون 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة أن الإعفاء من التجنيد هو أمر حيوي لمنع انصهار أفراد مجتمعاتهم في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة ومعتقداتهم إلا أن هناك تقارير أعلامية أشارت الي رغبة متدينين يهود في التجنيد بالجيش للمشاركه في الحرب رغم أعفائهم رسميا من هذه المهمه وانه تم تجنيد ما مجموعه 1200 من اليهود المتشددين في الجيش.
اقرأ أيضا| هجوم المعارضة السورية.. هل يدخل ضمن تركيز نتنياهو على إيران؟
بينما يعارض العلمانيين عدم تجنيد “الحريديم” في جيش الاحتلال الإسرائيلي معتبرين أن ذلك يكسبهم ميزات عن باقي المجتمع الإسرائيلي تفوق ما يقدمون من خدمات لإسرائيل فقد اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن عدم تطبيق قرار المحكمة العليا بتجنيد المتدينين اليهود (الحريديم) “خيانة للجيش”، باعتباره أصبح قانونا موضحا أن تل أبيب “تحارب في أكثر من جهة وأن الجيش الإسرائيلي ليس لديه ما يكفي من الجنود، وإذا لم نقاتل معا فسوف نموت معا كما اعتبر أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أن قرار المحكمة العليا يمثل خطوة مهمة على طريق التغيير التاريخي.
واعتقد أن قرار اجبار المتدينين اليهود على الدخول الى التجنيد الاجباري يعني من اليوم أن اسرائيل ليست دولة يهودية فقط حيث سيتم أيضا إجبار العرب على الدخول الى التجنيد الاجباري فإسرائيل اليوم ليست ما قبل 7 اكتوبر وبالتالي كل من يحمل هويتها مجبر أن يشارك في خدمتها ومعاركها وحمايتها مادام يحمل الهويه الاسرائيليه فالكيان اليوم يحارب في عدة جبهات وبالتالي تحتاج الي كل فرد في المجتمع الإسرائيلي سواء يهود متدينين او علمانيين او حتي غير يهود ماداموا يحملون الهويه الاسرائيليه ان يحاربوا في صفوفها.
وبموجب هذا القانون تكون اسرائيل قد كرست نهاية هويتها كدولة يهودية دينية، وأصبحت ليبراليه وعلمانيه بمواصفات محددة غربية وديمقراطية تمكنها من الاحتفاظ بالتأييد والدعم الغربي من جهة، ومن استقطاب ولاء الغالبية الفاعلة ليهود العالم من جهة ثانيةويبقيها كمركز مسيطر للحركة الصهيونية العالمية من جهة ثالثة، كما انها تعتبر ملجأ آمن ومزدهر لمستوطنيها اليهود ومن يتم تهويدهم لإبقائهم في خدمتها وضمان استقرارهم في موطنهم الجديد ،ولاجتذاب يهود العالم ومن يتم تهويدهم للتجنيد عند الحاجة لأداء دورها العام الاستعماري الإمبريالي.
كما يعمل علي تعزيز مكانة يهود العالم ودعم استمرار تمايزهم وتعظيم مكتسباتهم وتقوية نفوذهم ،وتعزيز دورهم في صنع السياسة الداخلية والخارجية في موطنهم لإدامة الدعم والحماية الخارجية لإسرائيل ،و الإبقاء على التعبئة العامة والجاهزية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواجهة تداعيات سلوكياتها العدوانية، التي يقتضيها الوفاء بدورها الوظيفي العام كقاعدة استعمارية متقدمة للقوى الغربيه المتنفذة وعلي رأسها أمريكا مكلفة بتأمين وحماية مصالحهم الحيوية في عموم المنطقة بكلفة سياسية واقتصادية وعسكرية مقبولة.
ففي قضية اليهود المتدينين والتجنيد يظهر جليا أن اسرائيل ليست دولة دينية حيث يشكل اليهود المتدينون 20 بالمئة فقط من إسرائيل، ويشكلون عبئا على الكيان ويسمو بالطفيليات لانهم يعيشون على حساب المواطن اليهودي العلماني الليبرالي الذي يعمل ساعات طويلة مقابل مكوثهم في اماكن العبادة وغرف النوم للانجاب ،فإسرائيل هي كيان اقتصادي يريد الهيمنة على الشرق الأوسط والعالم في الاقتصاد، وقضية يهوديتها التي تأسست على صيتها قد انتهت اليوم ،واعتقد ان اليهودي المتدين الذي يرفض الدخول بالتجنيد الاخباري امامه خيارين لا ثالث لهما إما الهجرة او الحبس وخسارة جميع الامتيازات .
يهودية كيان إسرائيل تطرح امام المد العربي فقط ولكنها ليست حقيقة إسرائيل، وشكلها وصورها القادم بعد 7 أكتوبرسيختلف تماما عما كان يطرح قبلها.