بات من الواضح، كما كان دائما، ان الاطماع الصهيونية في بلاد الشام خصوصا، وفي الوطن العربي عموما، ليس لها حدّ ولا حدود، وانما تزداد وترتفع وتيرتها كل يوم، خاصة مع التحولات والمُتغيّرات الاقليمية والسبات والجمود الدولي، وجاهزية الولايات المتحدة الامريكية واستعداداتها المُضطرة لدعم العدوان التوسعي الاسرائيلي في شرقنا العربي وربما بعدها غربنا الشمال افريقي مرورا بدول الخليج، ومنها دبي التي يسرح فيها ويمرح الاسرائيليّون، مدنيون وعسكريون ورجال امن وموساد وشاباك.
بعد غزة وجنوب لبنان قضمت انياب اسرائيل اجزاء هامة واستراتيجية من سوريا، وصولا إلى مشارف العاصمة دمشق، ولم لا ان يتجوّل ويتمختر وبتسكّع جنود يوشع بن نون على ضفاف نهر بردى ويحتسون القهوة مع المياه الباردة العذبة هناك.
وهذه ستكون مقدّمة منطقية في تسلسل تاريخي توسعي، كي يحتسي الجنود انفسهم الشاي العراقي القوي الداكن في مقاهي ضفاف دجلة والفرات، ويستذكرون ماضيهم مع نبوخذنصر وسبيهم إلى بابل.
اسرائيل ومنذ نشأتها، وحتى قبل قيامها، فان الحركة الصهيونية تسير بخطتين، نهجين متوازيين متقاطعين مترادفين توأم: الخطة الصهيونية الاصلية والاساسية وفحواها وجوهرها وكنهها ومكنوناتها الاحتلال والتوسع والضم والقضم وتمديد الارجل ومد الاذرع، وصولا إلى تحقيق اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
والخطة المداهنة والضحك على ذقون العالم، الخطة السياسية لدولة اسرائيل بلا حدود، والحركة الصهيونية العالمية وداعميها امريكا والغرب المتوحش المتغطرس اللئيم،في مقابل الشرق الساذج البسيط، “يُلدغ من نفس الجُحر عشرين مرّة!!”.
اقرأ أيضا| المقاومة المجدية: مقاطعة شعبية لمنتجات حلفاء «إسرائيل»
المداهنة بان اسرائيل تريد السلام والعيش مع جيرانها، وفي الحقيقة ان اسرائيل تريد وترغب وتعمل من اجل ان تعيش في اراضي جيرانها!!.
فهي متمترسة باقية في الضفة الغربية والقدس وفي قطاع غزة، باقية متمسمرة في جنوب لبنان، وباقية منزرعة على جبل الشيخ وفي اجزاء قديمة وحديثة من سوريا، لها تواجد كثيف في دبي والامارات ودول الخليج، وفي اقاصي المغرب العربي، وفي ارتيريا وسواحل البحر الأحمر.
وتستغل وتسرق نفط وغاز لبنان وغزة من البحر الابيض المتوسط، وتسرق نفط الضفة من قرية رنتيس على الخط الاخضر، جزمات جنود يوشع بن نون تتمختر وتسرح وتمرح في معبر رفح وممر فيلادلفيا على الحدود مع ارض الكنانة.
وتدعم اسرائيل، من تحت الطاولة، اثيوبيا في نزاعها المائي مع مصر، فهل سيستحم الجنود الاسرائيليون قريبا في مياه نهر النيل ونهر الفرات؟؟!!.