حماس

هل تعقد إدارة بايدن صفقة أحادية مع حماس؟

متنوعة هى الروايات بشأن أعداد الرهائن والضحايا الأمريكيين، أو الإسرائيليين ــ الأمريكيين، على وقع عملية «طوفان الأقصى»، التى نفذتها المقاومة الفلسطينية داخل إسرائيل، يوم السابع من أكتوبر الماضى. فثمة تقارير تشير إلى مقتل 39 أمريكيا من حمَلة الجنسية الإسرائيلية، واحتجاز 11 آخرين بين الأسرى فى قطاع غزة.

بينما تذهب مصادر إسرائيلية إلى احتفاظ المقاومة بسبعة أمريكيين أحياء، بين الأسرى لديها، علاوة على ثلاث جثث لأمريكيين قضوا تحت وطأة ضربات إسرائيلية سابقة، ورابع قتل أثناء عملية النصيرات.

سياسيا، تبحث إدارة، بايدن، إمكانية التفاوض مع «حماس»، لإطلاق سراح أمريكيين محتجزين فى غزة، حالة إخفاق خطة، بايدن. وقالت شبكة «إن بى سى» الأمريكية إن مسئولين أمريكيين، حاليين وسابقين، يدرسون التفاوض على «اتفاق أحادى الجانب» مع الحركة، بمنأى عن إسرائيل، وبوساطة مصرية وقطرية؛ لتأمين إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فى القطاع، واستعادة رفات أمريكيين، يعتقد أنهم لقوا حتفهم منذ السابع من أكتوبر، ونقلت جثثهم إلى القطاع.

ولم يتطرق المسئولون إلى ما قد تقدمه واشنطن لحماس مقابل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين. لكنهم قالوا إن حماس قد يكون لديها حافز لعقد صفقة أحادية مع إدارة، بايدن، إذ يزيد ذلك من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، كما يضاعف الضغوط السياسية على نتنياهو، للموافقة على خطة، بايدن.

عسكريا، وخلافا لزيارة ، بايدن، إلى إسرائيل، رفقة حاملتى الطائرات «جيرالد فورد»، و«أيزنهاور»؛ تحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية سرية، على الأقل، داخل إسرائيل. وتضم قاعدة «الموقع 512»، نظام مراقبة راداريا من طراز «ثاد»، يمكنه اكتشاف وتتبع تهديدات الصواريخ الباليستية. كذلك، لا يستبعد خبراء، أن تضطلع الخلية الخاصة الأمريكية «قوة دلتا»، المتخصصة فى إستنقاذ الرهائن، بمهام داخل قطاع غزة. ومن المحتمل أن تكون هناك عناصر أخرى من الجيش الأمريكى، فضلا عن وحدات متخصصة فى حرب المدن. وتتركز مهمتهم فى تحديد مواضع الأسرى الأمريكيين، الذين تحتجزهم حركة حماس، ثم العمل على تحريرهم.

ما إن تأكدت إدارة بايدن من وقوع عدد من مزدوجى الجنسية، أمريكيين ــ إسرائيليين، بين المحتجزين لدى حركة حماس، منذ السابع من أكتوبر الماضى، حتى شكّلت فريقا من خبراء ومحققين تابعين لمكتب التحقيقات الاتحادى الفيدرالى، وزارة الخارجية، وغيرهما من المتخصصين فى استعادة المحتجزين. وقال جون فينر، نائب مستشار الأمن القومى: «إننا لا نفكر فى نشر قوات أمريكية على الأرض تشارك فى تلك المهمة، لكننا أرسلنا خبراء من جميع الجهات الأمريكية المعنية إلى المنطقة، للتشاور مع نظرائهم الإسرائيليين ،والتأكد من اعتمادهم أفضل السبل، لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم».

يؤكد كريستوفر ماير، مساعد وزير الدفاع الأمريكى للعمليات الخاصة، لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، وجود خلية تابعة لقوات العمليات الخاصة الأمريكية داخل إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر الماضى. وهى معنية بجمع المعلومات عن الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين. علاوة على مساعدة الإسرائيليين على تنفيذ مهام شتى، أبرزها: تحديد مواقع الرهائن، بمن فيهم الأمريكيين، الذين تحاول إنقاذهم، حاليا، بالتنسيق مع جيش الاحتلال. ولقد شاركت هذه الخلية فى عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين الأربعة.

وخلال زيارته الداعمة لإسرائيل بعد أيام من «طوفان الأقصى»، نشر البيت الأبيض صورة للرئيس بايدن، محاطا بعدد من أفراد القوات الأمريكية الخاصة داخل إسرائيل. وعلى الفور، تم توبيخ البيت الأبيض لنشره هذه الصور الحساسة.

وهاجم عدد من الجمهوريين بايدن بجريرة ما اعتبروه استغلالا لهذه الصورة، توسلا لتحقيق مكاسب سياسية، بينما يعرّض حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر، حال كشف هوياتهم السرية. الأمر الذى اضطر البيت الأبيض إلى حذف الصورة بعد وقت قصير من مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعى، مبديا أسفه على مثل هذا الخطأ . كما أكد أن زيارة بايدن، لإسرائيل جاءت بهدف إظهار التقدير لشجاعة القوات الأمريكية، وما تضطلع به من مهام بطولية، لاستعادة الرهائن الأمريكيين.

فى فبراير الماضى، نشرت صحيفة «نيويورك بوست» تفاصيل جديدة عن المجند بالقوات الجوية الأمريكية، آرون بوشنل، الذى أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن، تضامنا مع غزة، وهو يصيح: «لن أكون متواطئا بعد الآن فى الإبادة الجماعية». وقد أخبر الجندى، الذى كان يخدم بالجناح 70 للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بالقوات الجوية، صديقا له، بأن دوره كان يتضمن معالجة بيانات استخبارية، بعضها يتعلق بالعدوان الإسرائيلى على غزة. وأكد له أن بعض المعلومات، التى اطلع عليها ،تفيد بأن الجيش الأمريكى متورط فى عمليات الإبادة الجماعية الجارية فى فلسطين، من خلال قوات تقتل أعدادا هائلة من الفلسطينيين. وهناك جنود أمريكيون يقاتلون فى الأنفاق، التى تستخدمها الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة.

شأنهم شأن نظرائهم البريطانيين، يصر مسئولون أمريكيون على نفى أى وجود ،أو نشاط عسكرى أو حتى استخباراتى لقوات بلادهم داخل غزة، دعما للعدوان الإسرائيلى الخامس على القطاع والضفة. ففى منتصف اكتوبر الماضى، نفى متحدث الأمن القومى بالبيت الأبيض، جون كيربى، وجود أية خطط أو نوايا لنشر قوات أمريكية على الأرض فى إسرائيل أو غزة، توطئة للانخراط فى العمليات العسكرية. بدوره، نفى مستشار الأمن القومى الأمريكى، جيك سوليفان، مشاركة أية قوات أمريكية فى عملية تحرير الأسرى الإسرائيليين الأربعة، يوم السابع من الشهر الحالى، بقطاع غزة.

وأكد أن الولايات المتحدة تقدم الدعم الاستخبارى واللوجيستى لإسرائيل، منذ عدة أشهر، بغية مساعدتها فى التعرف على مواقع الأسرى والرهائن المحتجزين داخل غزة، بمن فيهم الأمريكيين، ودعم مساعى تأمين انقاذهم. بيد أن سوليفان رفض الإفصاح عن شكل أو حدود ذلك الدعم، نافيا وجود أية قوات أمريكية على الأرض، أو مشاركتها، على نحو عسكرى، فى تلك الجهود. مشددا أن القوات الخاصة الأمريكية كانت حاضرة للمساعدة فى بلورة استراتيجية ناجعة للقوات الإسرائيلية، لكنها لم تُكَلَّف بأية أدوار، كما لم تسند إليها أية مهام قتالية. مشيرا إلى إمكانية أن يكون وجود الجنود الأمريكيين فى غزة، لأغراض متابعة الأنشطة العسكرية الإسرائيلية.

لا يفتأ البيت الأبيض ينكر نشر أية قوات أمريكية على الأرض داخل غزة. ونقلا عن مسئول عسكرى أمريكى رفيع، ذكرت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، أنه فى أعقاب هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر الماضى، عرضت الولايات المتحدة على إسرائيل المساعدة فى التخطيط للعمليات الخاصة، وتقديم الدعم الاستخباراتى لجهود إنقاذ الرهائن، الذين احتجزتهم حماس. ونفى المسئول أن يتضمن ذلك الدعم، نشر قوات أمريكية على الأرض داخل إسرائيل أو غزة. حيث سيقتصر على تقديم المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز جهود المراقبة والاستطلاع.

أفاد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، بأن إدارة، بايدن، أرسلت عناصر من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى إسرائيل، عقب عملية «طوفان الأقصى»، بهدف تحديد أماكن الأسرى، الإسرائيليين والأمريكيين، والمشاركة فى جهود تحريرهم.

وعبر موقعه الإلكترونى، ذكر، جاك ميرفى، الضابط السابق فى القوات الخاصة الأمريكية، أن قيادة العمليات الخاصة المشتركة، خططت بالفعل لعملية إنقاذ الرهائن والأسرى لدى حماس.

لكنه استدرك بأنه منذ وصول تلك القوات إلى شرق البحر المتوسط، تضاءلت احتمالات إنفاذ تلك المهمة، استنادا إلى طبيعة المعلومات الاستخباراتية المتاحة، وتبدل أولويات الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية. وفى حين لم يتسن لخبراء دوليين التثبت من وجود عسكريين أمريكيين داخل غزة، رجح آخرون وجود قوات أمريكية على أراضى إسرائيل وغزة، بيد أنهم شككوا فى إمكانية اضطلاعها بمهام قتالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى