رُبطت التطورات الأخيرة في سوريا بإيران واعتبار سقوط الأسد فشلاً إيرانياً، وبدأ يطرح التساؤل حول هل انتهى المشروع الإيراني بسقوط نظام بشار الأسد حليف إيران؟ وهل خرجت سوريا مما يسمى محور المقاومة نهائياً؟ وما هو مستقبل الاستثمارات الإيرانية في سوريا على مدى أكثر من 12 عاماً منذ تدخلها المباشر في الحرب الأهلية السورية؟ وما هو تأثير سقوط نظام الأسد في إيران؟ وهل تستطيع طهران التفاوض مع النظام السوري الجديد؟
لن تكون “طوفان الأقصى” عملية فاصلة في مستقبل غزة بل ستكون نقطة تحول مهمة يؤرخ لها في تاريخ الشرق الأوسط، فما قبلها ليس كما بعدها، ولا سيما بالنسبة إلى دور إيران ومعها ما يسمى “محور المقاومة” الذي تلقى ضربات متتالية خلال الأشهر الماضية، بدأت بالقضاء على القدرات العسكرية لـ “حماس” ثم “حزب الله” وأخيراً إسقاط نظام الأسد.
اقرأ أيضا.. هل اقتربت نهاية الحقبة الإيرانية؟!
على رغم خطاب المرشد الإيراني منذ أيام والذي أشار فيه إلى أن خسارة إيران الأكبر كانت في “حزب الله” وليس سوريا، لكن نظام الأسد كان بالفعل يحتل مكانة كبيرة في إستراتيجية إيران الإقليمية، مما يفسر لماذا استثمرت فيها عسكرياً ومالياً واقتصادياً، وعملت على خطوات “فرسنة” للمجتمع السوري وتأليب النعرات الطائفية فيه، ويقدر حجم ما استثمرته إيران المأزومة اقتصادياً في سوريا بما بين 30 إلى 50 مليار دولار، واليوم يسود الجدل الداخلي في إيران عن جدوى ما أنفق على نظام الأسد، وأنه كان يمكن توجيه تلك الموارد للداخل الإيراني.
وتنبع أهمية سوريا من كونها كانت الممر اللوجيستي لخطوط الإمداد الإيرانية إلى “حزب الله”، فضلاً عن كونها الحليف العربي الوحيد منذ الحرب العراقية – الإيرانية، كما أنها كانت منفذاً لطهران على البحر المتوسط، ومن ثم ستضعف قدرة إيران على إعادة بناء “حزب الله” عسكرياً، والذي كان يعتمد على تدفق الأسلحة عبر سوريا.
وتعتبر إيران كذلك أنها خسرت الحليف الأساس في ما تسميه بـ “الهلال الشيعي” الذي كان يربط بين إيران والعراق عبر حدود لبنان وسوريا، كما تنظر إيران إلى أن وجود الجولاني في سوريا وذكره إيران هو استهداف لها.