أوروبا

هذه مخاطر الإقدام على ضم أوكرانيا إلى الناتو

مع التطورات التي يمليها الاتفاق الدفاعي الروسي -الكوري الشمالي في شبه الجزيرة الكورية، قد يفكر بايدن في أنه ربما آن الآوان للتخلي عن الحذر واتخاذ قرار حاسم في شأن ضم كييف إلى الناتو، لرسم خط أحمر أمام روسيا.

بعد يومين فقط من الاتفاق الدفاعي بين روسيا وكوريا الشمالية، وصلت حاملة طائرات الأميركية “ثيودور روزفلت” إلى ميناء بوسان الكوري الجنوبي لبدء مناورات مع القوات الكورية الجنوبية بمشاركة اليابان.

رسالة أميركية حازمة لروسيا في شبه الجزيرة الكورية، تلاها قرار من الرئيس جو بايدن بتحويل على وجه السرعة بطاريات من منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ “باتريوت” إلى أوكرانيا وإرجاء تسليم البلدان الأخرى طلبيات من هذا النوع من الصواريخ، فضلاً عن منح البيت الأبيض الإذن للقوات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب أهداف في كل الأراضي الروسية وليس في منطقة خاركيف فقط.

وفي اليوم التالي للتصريح الأميركي، أعلن الجيش الروسي سقوط صاروخ “أتاكمز” أميركي الصنع أطلقته أوكرانيا على شبه جزيرة القرم، متوعداً بالرد.

ولم يطل الأمر حتى أعلن رئيس لجنة الدفاع في دوما الدولة النواب الروسي أندريه كارتابولوف أن روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، قد تقلص الوقت المنصوص عليه في السياسة الرسمية لاتخاذ قرار باستخدام الأسلحة النووية إذا ارتأت تزايداً في التهديدات التي تحيق بها.

يستدل من التطورات المتسارعة على الساحة الأوكرانية مع تداعياتها الدولية، على أن العلاقات الأميركية – الروسية تنحدر إلى مستوى آخر من التدني، وأن ثمة مؤشرات على أن لحظة ما من سوء الحسابات قد تدفع إلى مواجهة مباشرة بين أقوى دولتين نوويتين في العالم.

الخطأ في الحسابات ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً، إذ إن أي تصعيد في السياسة يمكن أن يجعل الأمور تتدحرج إلى ما لا تحمد عقباه. ومن قبيل ذلك الضغط الذي تمارسه أوكرانيا ودول داعمة لها من أجل اصدار بايدن إعلاناً قوياً يمهد لضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي خلال القمة التي سيعقدها الحلف في واشنطن الشهر المقبل في الذكرى الـ75 لتأسيسه.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وقع بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على اتفاق أمني مشابه للاتفاق المعمول به الولايات المتحدة وإسرائيل. كان ذاك بمثابة تطور سرّع زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية والتوقيع على الاتفاق الدفاعي مع بيونغ يانغ.

إن ضم أوكرانيا إلى الناتو، سيعني مباشرة اضطرار الحلف الغربي إلى نشر قوات على الأراضي الأوكرانية لمواجهة الهجوم الروسي. مثل هذا الإجراء الذي سيعني حتماً خللاً في موازين القوى، قد يدفع الكرملين إلى اللجوء إلى الأسلحة غير التقليدية لتحقيق الردع.

هل يفكر بايدن بكل هذه التداعيات؟ أم أنه يريد اتخاذ قرار يلزم الرئيس السابق دونالد ترامب في حال عودته إلى البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بالدفاع عن أوكرانيا، وعدم الهرولة إلى الضغط على كييف لإبرام تسوية متسرعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل توازن على الجبهات لا يصب في مصلحة أوكرانيا.

حتى الآن، امتنع بايدن على رغم الدعم السخي عسكرياً ومالياً لأوكرانيا، عن إرسال قوات إلى هناك، معتبراً أن ذلك خط أحمر.

ومع التطورات التي يمليها الاتفاق الدفاعي الروسي -الكوري الشمالي في شبه الجزيرة الكورية، قد يفكر بايدن في أنه ربما آن الآوان للتخلي عن الحذر واتخاذ قرار حاسم في شأن ضم كييف إلى الناتو، لرسم خط أحمر أمام روسيا.

إن الأشهر الفاصلة عن الانتخابات الأميركية ستكونحبلى بقرارات وتطورات على الجبهة الأوكرانية، وما يتفرع عنها من مواجهة أعم بين الولايات المتحدة وروسيا.

ومجرد أن تعهد بوتين بتسليح الدول التي تعادي الولايات المتحدة، فإنه قطع أيضاً شوطاً أطول في المواجهة الشاملة مع الولايات المتحدة، انسجاماً مع دعوته إلى قيام نظام عالمي جديد يكسر الهيمنة الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى