مصر

نصر أكتوبر 73.. تغيير المعادلات في مصر والشرق الأوسط

حرب 1973 غيرت المعادلات فى الشرق الأوسط كله، واستطاعت مصر بها عبور قناة السويس، وتحرير سيناء، ثم فرضت معادلات لسياسة جديدة، وأعادت الأرض والمهجرين، وقد زار السادات القدس عام 1977 بعدها

هناك فارق بين السماء والأرض، حرب 1973 مع الإسرائيليين كانت بأفق سياسى وعسكرى واضح ومحدد، تجاوز الآفاق.

حرب 1973 غيرت المعادلات فى الشرق الأوسط كله، واستطاعت مصر بها عبور قناة السويس، وتحرير سيناء، ثم فرضت معادلات لسياسة جديدة، وأعادت الأرض والمهجرين، وقد زار السادات القدس عام 1977 بعدها.

ومثلما فاجأ قرار العبور 73 العدو، فاجأ السادات -صاحب القرار – العالم عندما فرض على إسرائيل السلام بزيارته التاريخية للقدس فى 19 نوفمبر 1977.

اقرأ أيضا.. هل تجاوزت مصر عقبة تهجير الفلسطينيين

كتب المعلقون أن الذى عبر بجيشه وصل إلى القدس، وتمت مقارنتها بالهبوط على القمر، وجرت مفاوضات فرضت سلام الأقوياء وانتهت باتفاقيتين ملزمتين لإسرائيل، شهدت عليهما الولايات المتحدة الأمريكية.

الأولى بين مصر وإسرائيل، والثانية خاصة بالمبادرة العربية التى تبنتها جامعة الدول العربية عام 2002، والخاصة بكل الأراضى العربية المحتلة، بما فيها قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ما حدث بعد ذلك خلافات فلسطينية-فلسطينية، وتعنت إسرائيلى، ثم جاءت 2011 وانقسمت سوريا بالكامل ودخلت المنطقة فى متاهات الربيع العربى، وهكذا لبنان، أصبح يعانى من الفراغ الكبير، لا رئيس جمهورية ولا حكومة مستقرة ولا برلمان يجتمع، وتستطيع أن تصف حالة لبنان، بأنها الفراغ، أو فراغ الدولة من مضمونها، هكذا وجدت إسرائيل ضالتها بعد حرب غزة للاستيلاء على لبنان الذى يعيش فراغا كاملا منذ سنوات.

بعد عام على حرب غزة فى أكتوبر 2023، انتهت الحرب ولم تتوقف، وهناك خسائر بشعة أكثر من 40 ألف قتيل، و150ألف مصاب، وتشريد الملايين الذين يصارعون الحياة والموت.

الكل يعلن انتصاره، لكن الحقيقة أن غزة تحتضر، والقضية الفلسطينية تعاني صعوبات جمة، بل دخلت غرفة الإنعاش، إسرائيل انتعشت فيها الصهيونية الدينية وتصاعد اتجاهها للعنف، ما بعد 7 أكتوبر 2023.

أما أكتوبر 73 فأحدثت تغييرات جسيمة وفارقة فى منطقة الشرق الأوسط، تداعياتها لم تتوقف، إذ أثرت فى مدن القنال التى عاد إليها أهلها بعد الحرب وفتحت قناة السويس للملاحة العالمية.

والآن تتدخل الدول العربية كلها، بل أوروبا والعالم، لأن القضية الفلسطينية لا يمكن تركها للمتطرفين على الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلى وحدهما، فهما يدفعان إلى حروب أديان وكراهية تؤثر على استقرار العالم واقتصاده، ومستقبل الشرق الأوسط على المحك، ويؤثر على كل دول العالم، خصوصا أوروبا والصين وروسيا بل وأمريكا أيضًا.

ولابد من تلجيم العدوانية الإسرائيلية وتبعاتها، وأن نستمر فى حشد الرأى العام العالمى، ليس فى أوروبا وآسيا فقط، بل فى كل مكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى