في عالم مليء بالمعلومات والتكنولوجيا، لا تزال بعض الشخصيات تسعى إلى جذب الانتباه من خلال تقديم “توقعات” لا تستند إلى أي أسس علمية أو منطقية. ليلى عبد اللطيف، الإعلامية اللبنانية التي اشتهرت بفضل ظهورها المتكرر على الشاشات، تقدم نفسها على أنها شخصية قادرة على قراءة المستقبل. لكن، هل هي فعلاً كذلك أم أن الأمر لا يتعدى كونه وهماً تسوّقه لجذب الجمهور؟
بدايات ليلى عبد اللطيف كانت بعيدة عن عالم الشهرة، حيث نشأت في بيئة عادية ولم تكن معروفة بين الجمهور. إلا أن دخولها إلى عالم الإعلام جاء عبر خطوات مدروسة حيث بدأت في تقديم برامج صغيرة تعتمد على إثارة الفضول لدى المشاهدين.
تميزت ليلى بأسلوبها الخاص في صياغة التوقعات والتنبؤ بالأحداث، وهو ما ساعدها في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة. في البداية، ركزت على التوقعات المتعلقة بالأحداث العامة، مثل الكوارث أو الأزمات السياسية، ما جذب اهتمام الناس ووسائل الإعلام. بمرور الوقت، أصبحت ضيفة دائمة على البرامج التلفزيونية خصوصًا في الفترات التي تسبق بداية الأعوام الجديدة، حيث يتشوق الناس لمعرفة “ما يحمله المستقبل”.
استراتيجية تسويق مبنية على الغموض
تستند شهرة ليلى عبد اللطيف إلى أسلوبها الفريد في تقديم توقعاتها. فهي تتحدث عن أحداث مستقبلية بصياغة غامضة ومرنة تتيح تفسيرها بأكثر من طريقة. هذا النهج يجعلها تبدو وكأنها “تصيب الهدف” عند حدوث أي تطور يتوافق مع توقعاتها، بينما في الواقع، لا تتعدى هذه التنبؤات كونها تخمينات عامة يمكن لأي شخص إدراكها.
عدم وجود أي أسس علمية
لا يمكن اعتبار توقعات ليلى عبد اللطيف علماً بأي حال من الأحوال. فهي لا تستند إلى أبحاث أو دراسات أو حتى تقنيات متعارف عليها مثل تحليل البيانات أو الإحصائيات. بدلاً من ذلك، تعتمد على استغلال ميول الناس الطبيعية للبحث عن الأمل أو الإجابات في أوقات عدم اليقين.
خداع الجمهور واستغلال القلق
تُعرف توقعات ليلى عبد اللطيف بأنها تركز على أحداث كبيرة مثل الحروب، الأزمات الاقتصادية، الكوارث الطبيعية، أو حتى النجاحات الشخصية لبعض المشاهير. من خلال تقديم سيناريوهات درامية، تتمكن من استقطاب اهتمام الجمهور الذي قد يشعر بالخوف أو الفضول.
لماذا يصدقها الناس؟
هناك عدة أسباب تجعل بعض الناس يصدقون توقعاتها:
- التحيز التأكيدي: يميل الناس إلى تذكر التوقعات التي تتحقق وينسون تلك التي تفشل.
- الرغبة في الأمل: كثيرون يبحثون عن بصيص أمل في الأوقات العصيبة.
- الغموض المقصود: كما ذكرنا، صياغة التوقعات بعبارات عامة تجعلها قابلة للتفسير بأكثر من طريقة.
الجانب الإعلامي والاستفادة المادية
لا يمكن إنكار أن ليلى عبد اللطيف قد استفادت بشكل كبير من تسليط الضوء الإعلامي عليها. فكل ظهور تلفزيوني يجذب نسب مشاهدة عالية، مما يعود عليها بفوائد مالية كبيرة سواء من القنوات أو من الإعلانات. بالإضافة إلى ذلك، قد تُجني أرباحاً من استشارات خاصة لمن يصدقون قدراتها المزعومة.
دعوة للوعي
في النهاية، يجب أن ندرك أن ليلى عبد اللطيف ليست أكثر من إعلامية تستخدم مهاراتها في التواصل والإقناع لتحقيق الشهرة والربح. لا يوجد دليل علمي يدعم صحة أي من توقعاتها، وهي تعتمد بشكل كامل على ذكاء تسويقي لاستمرار نجاحها. لذلك، من المهم أن يكون الجمهور أكثر وعياً وألا يقع في فخ تصديق مثل هذه الادعاءات.
الاعتقاد بالمستقبل وتحقيقه لا يحتاج إلى منجم أو عراف، بل إلى تخطيط وعمل جاد. لا تدعوا أصواتاً تدعي المعرفة تلهيكم عن واقعكم أو تشوش على قراراتكم.
إقرأ أيضا : ما هو سر الشعور بالتعب طوال الوقت؟