لماذا فشلت إسرائيل في هزيمة حماس حتى الآن؟
جيروساليم بوست : " بدون الأنفاق، ربما كانت الحرب قد انتهت بالفعل في أكتوبر.. وعلى الرغم من أن إسرائيل تعمل أيضا في الأنفاق، ولكن على نطاق مخفض بشكل كبير، إلا أنها لا تبقى فيها بشكل دائم ولا تسعى جاهدة للسيطرة عليها".
ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن هناك إحباطا شعبيا كبيرا في إسرائيل يتعلق بعدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس، رغم مرور عدة أشهر على بدء الحرب في غزة.
وأضافت: “رغم أن إسرائيل نشرت قواتها على الأرض في غزة ونفذت مناورة عسكرية ضخمة، تكاد تكون بلا حدود من حيث الموارد أو الوقت، فإن حماس لا تزال واقفة على قدميها”.
لماذا لم تُهزم حماس حتى الآن؟.. تجيب الصحيفة الإسرائيلية بالقول إن السبب هو “الأنفاق”.
وتفسر ذلك بالقول: “يسكن التنظيم في الأنفاق، ويجري مناورات فيها، ويحافظ على تسلسل قيادي، ويحشد القوات، ويحتجز رهائن تحت الأرض. وفي الوقت نفسه، يستخدم الأنفاق كقلعة، ويستمر في حفر أنفاق جديدة أثناء القتال. وهذا هو مصدر قوته وسبب بقائه”.
وتابعت: “بدون الأنفاق، ربما كانت الحرب قد انتهت بالفعل في أكتوبر.. وعلى الرغم من أن إسرائيل تعمل أيضا في الأنفاق، ولكن على نطاق مخفض بشكل كبير، إلا أنها لا تبقى فيها بشكل دائم ولا تسعى جاهدة للسيطرة عليها”.
وأبرزت: “إسرائيل تتجنب إدخال قوات كبيرة داخل الأنفاق. إن العمليات التي تقوم بها تحت الأرض تشبه من حيث النطاق النسبي العمليات التي تقوم بها حماس فوق الأرض –عمليات مستهدفة وصغيرة الحجم- تصعد حماس فوق السطح، وتطلق صواريخ مضادة للدبابات، ثم تنزل بسرعة إلى داخل النفق، ويهبط الجيش الإسرائيلي تحت السطح، ويدمر العدو والبنية التحتية، ثم يعود مرة أخرى إلى السطح”.
وأوضحت: “إن واقع الحرب في قطاع غزة أقل فوضوية مما يبدو”.
وأردفت قائلة: “تتمتع إسرائيل بنجاحات تكنولوجية عسكرية وأمنية عالية المستوى، لكنها لم تكن مستعدة بشكل كبير للحرب تحت الأرض، سواء من حيث الأسلحة المخصصة والأفراد المدربين أو العقيدة القتالية؛ فهي لا تملك ناقلات جند مدرعة تحت الأرض، ولا قوة أنفاق، ولا عقيدة قتالية شاملة.. من غير الممكن هزيمة قوة متمركزة تحت الأرض من دون الموارد اللازمة”.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حماس” في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 37 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 85 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم “حماس”، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.