تقارير

ضربة قوية لبوتين.. ماذا ينتظره؟

ذكرت صحيفة “The Daily Beast” الأميركية أن “الجيش الأوكراني عانى خلال العامين الماضيين من نقص مزمن في الطائرات، وكانت مخزوناتها قبل الحرب قليلة العدد بالفعل، ويعود تاريخ معظمها إلى الحقبة السوفيتية. وعندما أرسل حلف شمال الأطلسي ودول أخرى المساعدة، ركزوا إما على إرسال نفس الطرازات القديمة أو إبقاء صيانة الطائرات الموجودة. في المقابل، تمتلك روسيا قوة جوية أكبر وأكثر تقدمًا في كثير من الأحيان. ومع ذلك، هناك طائرات جديدة في الطريق لمساعدة أوكرانيا. منذ حوالي السنة، وعدت دول مثل هولندا بإرسال أعداد محدودة من الطائرات المقاتلة الأميركية الصنع من طراز F-16. وفي الآونة الأخيرة، التزمت بلجيكا أيضًا بإرسال 30 طائرة من طراز F-16 من مخزونها الخاص”.
وبحسب الصحيفة، “يمكن أن تكون هذه الطائرات مفيدة بعدة طرق.أولاً، يمكنهم الاشتباك مع القوات الجوية الروسية، وموازنة تفوقها العددي. إن جهود الدفاع الجوي الديناميكية والمتحسنة في أوكرانيا جعلت الأمور صعبة بالفعل بالنسبة للقوات الجوية الروسية، لكنها لا تزال تحتفظ بميزة كبيرة، كما وتسمح لهم قوتهم الجوية بإطلاق ذخائر على القوات والمدن الأوكرانية وإجبار الطيارين الأوكرانيين على توخي الحذر الشديد في عملياتهم. إن إضعاف القوات الجوية الروسية يخفف بعض الضغط على القوات البرية الأوكرانية المحاصرة، والتي تكافح من أجل صد الهجمات الروسية المكثفة المدعومة بالقصف الروسي”.

وتابعت الصحيفة، “يمكن لطائرات F-16 أيضًا مساعدة القوات البرية بشكل مباشر من خلال إسقاط ذخائرها وإطلاق صواريخ بعيدة المدى. إن امتلاك طائرات F-16 يفتح الباب أمام أسلحة غربية أكثر وأفضل، وستستفيد أوكرانيا أيضًا بشكل أكبر من الأنظمة الغربية التي تم إرسالها بالفعل. وقد ساعد بعض الشركاء في تحديث المعدات حتى تتمكن القوات الجوية الأوكرانية من استخدام أسلحة غير مصممة للطائرات السوفييتية”.
وأضافت الصحيفة، “إن التبرع بطائرات F-16 يثير جدلاً رئيسيًا مستمرًا بين شركاء أوكرانيا حول ما إذا كان يجب السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها ضد الأراضي الروسية. ويشعر بعض صناع السياسة الأميركيين بالقلق من أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتهم في مناطق أخرى غير الأراضي الأوكرانية المحتلة سيؤدي إلى تصعيد مع موسكو. ومع ذلك، وافقت إدارة الرئيس الأميركي جوبايدن على شن الضربات في ظروف محدودة. في المقابل، لا يعتبر آخرون، ولا سيما في بريطانيا، هذا الأمر تصعيدياً، ويجادلون بأن روسيا يمكن أن تستفيد من القيود من خلال الاحتفاظ بأجزاء من جيشها في روسيا، حيث تتمتع أوكرانيا بقدرة أقل على ضربها.وتمتلك أوكرانيا بعض الأسلحة البعيدة المدى الخاصة بها، مثل طائراتها المسيّرة الهجومية ذات الاتجاه الواحد، لكن مخزونها محدود وأقل فعالية ضد الأهداف المحمية جيدًا من أنظمة الصواريخ أو المدفعية التقليدية التي يوفرها الشركاء الغربيون”.
وبحسب الصحيفة، “حول الكيفية التي يمكن بها لأوكرانيا استخدام الأسلحة المتبرع بها، قال مسؤولون بلجيكيون للصحافة إن أوكرانيا لا ينبغي لها أن تستخدم إلا الطائرات المتبرع بها “لتستخدمها قوات الدفاع الأوكرانية على الأراضي الأوكرانية”. وفي الواقع، إن القيود تثير بعض الأسئلة. بما أن العديد من الطائرات الروسية تطلق قنابل وصواريخ من الأراضي الروسية، فهل يمكن لطائرة أوكرانية دخول المجال الجوي الروسي لاعتراضها؟ وهل يمكن لطائرة أوكرانية أن تبقى في الأراضي الأوكرانية وتطلق صاروخاً قدمته دولة أخرى على هدف في روسيا؟ هذه الأسئلة هي المفتاح لفعالية الطائرات المتبرع بها وكيف ستحاول أوكرانيا استخدامها بمجرد تشغيلها”.
وتابعت الصحيفة، “يبقى السؤال الكبير هو متى ستصل أي من هذه الطائرات إلى أوكرانيا والتزمت بلجيكا، وهي واحدة من أكبر المانحين، بإرسال بعض الطائرات التي تعهدت بها فقط بحلول نهاية العام. والولايات المتحدة، على الرغم من كونها الشركة المصنعة وواحدة من أكبر مشغلي طائرات F-16، لم تتعهد بأي شيء على الإطلاق، على الرغم من أنها تقوم بتدريب الطيارين الأوكرانيين وتعطي الضوء الأخضر للدول لإرسالهم إلى أوكرانيا”.
وختمت الصحيفة، “الطائرات ليست ضمانة لانتصار أوكرانيا، لكنها ضرورية للدفاع عن البلاد. مثل الدبابات، الطائرات هي مجرد جزء من نظام معقد أكبر. ومع ذلك، فإن اكتساب المزيد من الحرية في الجو يعد خطوة حيوية بالنسبة لأوكرانيا لتحقيق الاستقرار في خطوطها الأمامية مع روسيا، وربما استعادة بعض الأراضي التي فقدتها أمام قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى