رغم اهمية قمة الدوحة ..إسرائيل تصر على المراوغة
يطل الخميس ، والمطبخ الدبلوماسي مزدحم بكافة التوجهات ، في ظل تحركات دولية ، للوصول إلى قمة حاسمة تعقد في الدوحة وربما تشكل فرصة اخيرة ، لانتزاع قرار بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة .
لن تؤثر نتائج القمة على وضع الحرب والعدوان على قطاع غزة فقط ، وانما ستؤثر على مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ، حيث ان الأمر الواضح ، الذي لا لبس فيه على الإطلاق ان رد ايران وحزب الله المحتمل أصبح مرتبطا بما سيرشح عن هذه القمة من نتائج ، حيث هددت ايران بان عدم موافقة اسرائيل على وقف العدوان والوصول لصفقة تبادل او تأجيل المفاوضات والمماطلة بها سيدفعها لتوجيه ضربتها مباشرة لإسرائيل ..
يتضح ان الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية اخرى نجحت بإقناع ايران بتأجيل ضربتها المحتملة ( التي قد لا تحدث فعلا) حسب التطورات ، حتى الانتهاء من مفاوضات الدوحة ومعرفة نتائجها ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، ماذا أعدّت الولايات المتحدة من مقترحات وصيغ جديدة تستطيع من خلالها جسر الهوة وتضييق هامش الخلافات ، حتى تحقق هدف الوصول لوقف إطلاق النار ، الذي سيؤدي تلقائيا إلى تأجيل الضربة الإيرانية او وقفها كليا ، وماذا سيكون موقفها إذا فشلت المفاوضات ، لا سيما وان ايران وحزب الله يرصدان هذه القمة ايضا ، ومن الواضح ان لهما وزن وتأثير على مسار المفاوضات ، التي تبقى كلمة السر الرئيسية فيها حماس ، فهل ستشارك في المفاوضات غير المباشرة ،من خلال التركيز على مطالبها الرئيسية التي حددتها مقترحات الثاني من تموز ؟
لا يمكن على الإطلاق تنبؤ نتائج القمة مقدما الا ان التحركات التي سبقتها من خلال زيارات عدد من المسؤولين الاميركيين للمنطقة ، توحي بأن الضغوطات باتت هذه المرة اكبر ، في محاولة لفرض صفقة تبادل من خلال وقف لإطلاق النار ، ولو لمرحلة اولى ، يتم من خلالها انتزاع فتيل التوتر في المنطقة ، لكن الأمر المهم في هذه المعادلة كما تعودنا في مرات وجولات سابقة ، يبقى موقف إسرائيل التي لا تزال تصر على شروطها التعجيزية لافشال الصفقة بضغوطات من اليمين المتطرف على نتانياهو ، للحفاظ على بقاء الحكومة اليمينية في موقعها الحاكم ، خشية اسقاطها من معسكر سموتريتش وبن غفير ، وبالتالي التفريط بالمحتجزين الاسرائيليين ، حيث ابدت عائلاتهم انزعاجها من عدم تكليف وفد إسرائيل للمفاوضات بصلاحيات كاملة، واقتصار الوفد على تمثيل لرئيس الموساد وهنا رد مكتب نتانياهو وبعد اجتماع استغرق ٦ ساعات ، بان كل اعضاء الوفد الاسرائيلي المفاوض سيشاركون في قمة الدوحة ، ومن الواضح ان هذا تكتيك يستخدمه نتانياهو لإخماد الأصوات المنادية بالوصول إلى صفقة ، بطريقة دبلوماسية ماكرة ، ومحاولة القاء اللوم والعبء على حماس واتهامها بتغيير بنود الاتفاقات المقترحة في ايار وتموز ، لكن الحقيقة ان نتانياهو هو من قام بإضافة بنود وشروط جديدة على مقترحات وقف إطلاق النار ..
إقرأ أيضا : غزة تحت النار: بين مجازر الاحتلال وتفخيخ المفاوضات
رغم القاء اهمية كبيرة على هذه القمة ، إلا ان اسرائيل لا يؤتمن جانبها على الإطلاق ، وهي الطرف الوحيد في معادلة المفاوضات الذي لا يريد وقفا لاطلاق النار ، ويسعى فقط لاستغلال التحركات والمفاوضات الدبلوماسية واستخدامها كغطاء لمواصلة عدوانه ومجازره بحق الشعب الفلسطيني ..