تتعاون “إنفيديا”، الشركة المصنّعة للرقائق، مع شركة “جوجل” التابعة لـ”ألفابت” لملاحقة تكنولوجيا أخرى كانت في السابق تعتبر نوعاً من الخيال العلمي: الحوسبة الكمية.
وأصبحت شركات التكنولوجيا الكبرى، هي الممولة الرئيسية في هذا المجال، حيث تعمل على تطوير برامج الذكاء الاصطناعي، في حين تقوم ببناء البنية التحتية السحابية لتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي التي بناها عملاء الطرف الثالث. حسب «الشرق».
◄ هيمنة الذكاء الاصطناعي
وتأسست شركة Anthropic على يد باحثين سابقين في OpenAI وهي معروفة ببرنامج المحادثة Claude، الذي يتفوق على برنامج GPT-4 من OpenAI في عدد من معايير الصناعة.
أعلنت شركة أمازون، أمس الجمعة، استثمار 4 مليارات دولار إضافية في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة أنثروبيك Anthropic، ما ضاعف إجمالي استثمارها في الشركة إلى 8 مليارات دولار، مع اشتداد سباق شركات التكنولوجيا الكبرى للهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي، حسبما نقلت “فاينانشيال تايمز”.
ووصفت الصحيفة البريطانية، الصفقة بأنها “الأكبر على الإطلاق لعملاق التكنولوجيا”، بعد أن التزمت أمازون بمبلغ أولي قدره 1.25 مليار دولار في المجموعة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، في سبتمبر من العام الماضي، وزادت ذلك إلى 4 مليارات دولار في نهاية مارس الماضي.
◄ صفقة جديدة
وتعمل الصفقة الجديدة مع أمازون على تعميق الشراكة الفنية لشركة Anthropic مع منتجات الحوسبة السحابية والرقائق الخاصة بعملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، لكنها لا تمنعها من العمل مع شركات أخرى مثل جوجل أو “إنفيديا”.
وتعمل أمازون بالفعل على تضمين نماذج كلود من أنثروبيك في إصدار الجيل التالي من مكبر الصوت أليكسا Alexa، للمساعدة في تشغيل نظام الذكاء الاصطناعي “المحادثي”.
ويأتي رهان أمازون على أنثروبيك في وقت تتعمق فيه التدقيق من قبل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بسبب المخاوف من أن الصفقات بين شركات التكنولوجيا الكبرى، وأبرز شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة قد تشكل مخاطر تنافسية.
◄ شراكات طويلة الأمد
وقامت هيئة المنافسة في بريطانيا مؤخراً بمراجعة صفقة جوجل مع “أنثروبيك” لكنها لم تسلط الضوء عليها لمزيد من التحقيق.
وتراهن شركات التكنولوجيا العملاقة على التمويل لعقد شراكات طويلة الأمد مع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، أو مقدمي الخدمات السحابية الكبيرة.
واستثمرت شركة مايكروسوفت أكثر من 13 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أوبن إيه آي” OpenAI، بينما دعمت شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية الناشئة Mistral وG42، ومقرها أبو ظبي.
اقرأ أيضا| أزمة بين نيويورك تايمز و«أوبن إيه آي».. ما القصة؟
كما عقدت شركة جوجل صفقة مع شركة Cohere، حيث توفر البنية التحتية السحابية لتدريب برنامج الذكاء الاصطناعي للشركة الناشئة الكندية.
◄ برنامج الذكاء الاصطناعي
وقال داريو أمودي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “أنثروبيك”، إن برنامج الذكاء الاصطناعي كلود Claude الخاص بها “حقق عاماً من النمو المذهل”.
وأضاف: “كان تعاوننا مع أمازون فعالاً في جلب قدرات كلود إلى ملايين المستخدمين النهائيين عبر عشرات الآلاف من العملاء، نتطلع إلى العمل مع أمازون لتدريب وتشغيل نموذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً لدينا”.
وحققت أنثروبيك أرباحاً قياسية ناهزت 18 مليار دولار في وقت سابق من العام الجاري، بعد جمع 750 مليون دولار في جولة تمويل بقيادة شركة رأس المال الاستثماري Menlo Ventures.
◄ صفقات التمويل
ومنذ ذلك الحين، شهدت أكبر منافسيها OpenAI و”إكس إيه آي” xAI المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك ارتفاعاً في تقييماتهما في جولات تمويلية جديدة، إلى 150 مليار دولار و45 مليار دولار على التوالي.
ومثل شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى، خضعت صفقات التمويل لشركة “أنثروبيك” للتدقيق من قبل المنظمين القلقين من أن شركات التكنولوجيا الكبرى تجري استثمارات كبيرة، وتعقد شراكات في مجال الحوسبة السحابية للسيطرة على قطاع الذكاء الاصطناعي الناشئ.