حظوظ الفوز بين “المحافظين” و”العمال” في بريطانيا
يدلي البريطانيون غداً الخميس بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال المعارض قد يحقق فوزاً كبيراً فيها بعد 14 عاماً من حكم المحافظين
يتوجه الناخبون البريطانيون في الرابع من يوليو (تموز) 2024 إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلين عنهم في مجلس العموم الجديد، في انتخابات تشير استطلاعات الرأي فيها إلى تراجع شعبية حزب المحافظين الحاكم لصالح حزب العمال المعارض.
ويسيطر حزب المحافظين على مقاليد الحكم في المملكة المتحدة منذ 14 عاماً، تخللها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتداعيات فيروس كورونا وحرب أوكرانيا، إضافة إلى تقلبات اقتصادية كثيرة.
وإلى جانب حزبي العمال والمحافظين، توجد أحزاب أخرى تسعى إلى كسب ثقة الناخب البريطاني مثل حزب “الديمقراطيين الأحرار” وحزب “الخضر”.
كذلك ستشهد الانتخابات البريطانية مشاركة حزب “ريفورم” بقيادة زعيمه اليميني نايجل فاراج الذي يتخذ مواقف متشددة من الهجرة والمهاجرين. وقد تلعب هذه الأحزاب دوراً في حسم من سيتولى مقاليد الحكم في المملكة المتحدة للخمسة أعوام المقبلة.
في هذا المقال، سنستعرض الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا التحول، والعوامل التي تلعب دوراً في حظوظ كل حزب في هذه الانتخابات.
الوضع الحالي لحزب العمال:
يظهر حزب العمال بقيادة زعيمه الحالي كيرستارمر تقدماً ملحوظاً في استطلاعات الرأي، بفضل عوامل عدة.
السياسات الاقتصادية والاجتماعية
يعرض حزب العمال برنامجاً اقتصادياً واجتماعياً يركز على زيادة الإنفاق على الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
يروج الحزب لتحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل جديدة، مما يجذب الناخبين الذين يعانون من الآثار الاقتصادية السلبية.
استعادة الثقة
تمكن حزب العمال من تجديد قيادته وتقديم وجه جديد للناخبين، مما ساعد في استعادة بعض الثقة التي فقدت في الأعوام السابقة.
تسهم الحملات الانتخابية والمبادرات الشعبية في تعزيز صورة الحزب بوصفه خياراً بديلاً موثوقاً.
يستفيد حزب العمال من الانتقادات الموجهة لحزب المحافظين، خصوصاً في ما يتعلق بإدارة الاقتصاد، وسياسات التقشف، والفضائح السياسية.
كما يركز الحزب على طرح سياسات بديلة تبدو أكثر إنصافاً وعدلاً للفئات الأكثر تضرراً من السياسات الحالية.
الوضع الحالي لـ”المحافظين”:
يواجه حزب المحافظين الذي يسيطر على الحكومة حالياً بقيادة ريشي سوناك تحديات عدة أثرت سلباً على شعبيته.
الوضع الاقتصادي
يعاني الاقتصاد البريطاني من تباطؤ وارتفاع معدلات التضخم مما أدى إلى تراجع الثقة في الحكومة الحالية.
لا يزال تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” ملموساً، مع تزايد الانتقادات لإدارة الحكومة للتبعات الاقتصادية والسياسية لـ”بريكست”.
السياسات الاجتماعية
السياسات التقشفية التي اعتمدها حزب المحافظين أثرت بشكل كبير على الخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم، وزادت من تكلفة المعيشة.
هناك تزايد في معدلات الفقر وعدم الرضا عن السياسات الاجتماعية، مما ينعكس سلباً على صورة الحزب.
الفضائح السياسية
تعرض الحزب لعدة فضائح سياسية داخلية أثرت على شعبيته، مما جعل بعض الناخبين يفقدون الثقة في قيادة الحزب. وتعد فضيحة “بارتي غيت” واحدة من أكبر الفضائح التي تعرض لها الحزب.
استطلاعات الرأي
تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم كبير لحزب العمال، مما يوحي بإمكانية تحقيقه نصراً حاسماً في الانتخابات المقبلة. هذا التقدم يعكس التحولات في المزاج العام للناخبين الذين يبحثون عن بدائل للسياسات الحالية.
العوامل الحاسمة في الانتخابات:
الناخبون المتأرجحون
الناخبون الذين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون يمكن أن يكونوا العامل الحاسم في الانتخابات. ويمكن أن يتأثر توجه هؤلاء الناخبين بالقضايا اليومية والتغطية الإعلامية للأحداث الأخيرة.
الإعلام والدعاية الانتخابية
تلعب وسائل الإعلام والدعاية الانتخابية دوراً كبيراً في تشكيل آراء الناخبين. قدرة كل حزب على إيصال رسالته بفعالية ستكون مفتاح الفوز.
القضايا المحلية
القضايا المحلية في الدوائر الانتخابية قد يكون لها تأثير كبير. قدرة المرشحين المحليين على التواصل مع الناخبين وتقديم حلول ملموسة للمشكلات المحلية ستكون حاسمة.
ستكون الانتخابات العامة في بريطانيا حاسمة لمستقبل البلاد. وبغض النظر عن الفائز، من المؤكد أنها ستشكل نقطة تحول مهمة في تاريخ بريطانيا.