إيران

أهمية “حزب الله” عند إيران

خبرة «حزب الله» القتالية أصبحت الآن مرجعاً تتم الاستعانة به في تسليح وتدريب قوى مثل «الحوثيين» و«الحشد الشعبي» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي».

«حزب الله» داخل مكتب المرشد الأعلى، وداخل صفوف «الحرس الثوري» و«فيلق القدس» الإيراني هو «اللاعب الأهم» و«الحليف الاستراتيجي» الأقوى الذي تراهن عليه إيران.
هذا كله يمكن أن يفسر المواقف الإيرانية التالية:
أولاً: إن الحزب يحصل على الدعم المالي والدعم العسكري (التدريب والتسليح) بالأمر المباشر من المرشد الأعلى الإيراني شخصياً، وليس من أي جهة رسمية أخرى، وهذه حالة استثنائية يختص بها الحزب وحده دون سواه من الحلفاء.
ثانياً: إن نوعية التسليح الإيراني الذي يقدم بشكل منتظم منذ أوائل الثمانينيات إلى «حزب الله» اللبناني مرت بعدة مراحل، بدءاً من البنادق الخفيفة، إلى المدافع الرشاشة الأوتوماتيكية، إلى مدافع الهاون، ثم مضادات الدروع. وانتقل الدعم التسليحي من الصواريخ قصيرة المدى حتى أصبح الآن ذا مديات تصل إلى آخر نقطة في أعماق إسرائيل، بل تصل إلى دولة قبرص وتغطي مسارات بحرية في شرق المتوسط.
ثالثاً: إن تسليح «حزب الله» اللبناني تعدى مسألة إرسال السلاح الإيراني الكامل التصنيع، بل أصبح – الآن – يتم تجميعه في ورش خاصة في سوريا وجنوب لبنان مزودة بتكنولوجيا وأيد ماهرة مدربة قادرة على التطوير المؤثر في قوة النيران ومديات الطيران للصواريخ والمسيرات.
وأصبحت الشحنات الإيرانية تصل الآن مباشرة إلى الحزب، وليس عبر الوسيط السوري.
رابعاً: إن شخص حسن نصر الله يحظى بمكانة مميزة للغاية لدى القيادة الإيرانية من المرشد الأعلى حتى القيادات الروحية والأمنية والمقاتلة في الحرس الثوري.
وتؤكد المصادر المطلعة أن هذه المكانة الخاصة هيأت «مساحة مستقلة خاصة» للقرار السياسي الذي يمارسه الرجل في تقدير المواقف العليا الخاصة بقرارات الحرب والسلام، ليس على جبهة لبنان فحسب، ولكن في عدة جبهات مثل سوريا واليمن والبحر الأحمر.
خامساً: خبرة «حزب الله» القتالية أصبحت الآن مرجعاً تتم الاستعانة به في تسليح وتدريب قوى مثل «الحوثيين» و«الحشد الشعبي» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي».
لهذا كله يمكن توقع التدخل الإيراني المباشر في حالة إقدام نتانياهو على مغامرة الغزو البري لجنوب لبنان لحماية حزبه المميز.
آخر هذه المعلومات أو الادعاءات هو ما نشرته «التليغراف» البريطانية عن وجود أكثر من 500 صاروخ إيراني مخزنة منذ فترة حتى الأسبوع الماضي في مخازن داخل مطار بيروت.
ويقال إن هذه الصواريخ مدعمة بذخيرة شديدة التفجير ومواد كيمياوية يمكن أن تكرر مأساة تفجيرات مرفأ بيروت المأساوية، وهو أمر نفاه وزير النقل اللبناني جملة وتفصيلاً.
وسواء صح ذلك أو لم يصح، فإن هناك أمرين لا يمكن تكذيبهما:
الأول: أن الدعم الإيراني لـ«حزب الله» قوي وممتد واستثنائي لم ينقطع.
الثاني: أن المساس بالسلاح أو القوة البشرية لـ«حزب الله» هو أمر مرفوض وخط أحمر إيراني يستدعي التدخل الإيراني المباشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى