في الأيام الأخيرة، شهد شمال قطاع غزة، وخاصة مدينة جباليا، تصعيدًا عسكريًا مكثفًا من جانب الجيش الإسرائيلي، الذي يبدو أنه يعمل على تنفيذ ما يُعرف بـ”خطة الجنرالات”. الهدف الرئيسي لهذه الخطة يتمثل في الاحتلال العسكري الكامل للمنطقة الشمالية من القطاع، وذلك في تحول استراتيجي يبدو أنه يُعد لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية في المنطقة.
وفقًا لتقارير إعلامية، تأتي هذه العمليات في وقت حرج يشهد تقاربًا ملحوظًا بين إسرائيل وحزب الله، حيث يُرجح أن يُفضي هذا التقارب إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار قريبًا، ما قد يؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. ويُتوقع أن يتبع هذا الانسحاب عودة تلك القوات إلى قطاع غزة في الأيام المقبلة، في خطوة يُنظر إليها على أنها إعادة تموضع استراتيجي للجيش الإسرائيلي في المنطقة.
اقرا أيضا| حرب الإبادة وتجار الحرب والتصعيد الإسرائيلي
تزامنًا مع هذه التطورات، تُثير العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة قلقًا متزايدًا بين سكان القطاع، حيث تُركز القوات الإسرائيلية على تدمير البنية التحتية والمرافق الأساسية، مما يُعقد الوضع الإنساني الصعب أصلاً. وفي ظل استمرار هذه العمليات، تتعالى الأصوات الدولية المطالبة بضرورة حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات النزاع المسلح.
يُشير المراقبون إلى أن توقيت تصعيد العمليات العسكرية يُمكن أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي، خاصة إذا ما تم النظر إلى هذه الخطوات ضمن سياق أوسع يشمل التوترات المتصاعدة في مناطق أخرى من الشرق الأوسط. وفي ظل هذه التطورات، يظل السؤال الملح حول إمكانية تحقيق تقدم حقيقي نحو السلام في المنطقة، أو ما إذا كانت هذه التحركات ستُعيد المنطقة إلى دوامة العنف والصراع.