شهدت “بلوسكاي” طفرة ملحوظة في عدد المستخدمين، خصوصاً بعد الانتخابات الأميركيّة. فقد تجاوزت المنصة عتبة 15 مليون مستخدم يوم الأربعاء الماضي، بزيادة مليون مستخدم في أسبوع واحد فقط. ووفقاً لتقرير شركة SimilarWeb لتحليلات الويب، ارتبط هذا النمو بزيادة كبيرة في عدد الحسابات الملغاة على “إكس”، حيث ألغى أكثر من 115,000 مستخدم أميركي حساباتهم في يوم 7 تشرين الثاني (نوفمبر) وحده.
من الواضح أن “بلوسكاي” أصبحت خياراً جذاباً لأولئك الذين يبحثون عن منصة تحترم خصوصية المستخدمين وتتجنب استغلال المحتوى لأغراض تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال المنصة تواجه تحدّيات كبيرة في منافسة عمالقة مثل “إكس” و”ثريدز”. لكن مع الزيادة الملحوظة في عدد المستخدمين وارتفاع مستوى النشاط، يبدو أن “بلوسكاي” قد تكون على أعتاب تغيير قواعد اللعبة في عالم التواصل الاجتماعي.
◄ الساحة الرقمية
وأثبتت منصة “بلوسكاي” أنها لاعب جديد مثير للاهتمام في الساحة الرقمية، خصوصاً بعد إعلانها الأخير الذي أثار ضجّة واسعة. فقد أكدّت المنصة يوم الجمعة الماضي، أنها لن تستخدم منشورات مستخدميها لتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي، في خطوة تُعدّ بمثابة رفض صارم لسياسات التدريب على البيانات التي تتبعها منصات أخرى مثل “إكس” (تويتر سابقًا) و”ثريدز” التابعة لشركة “ميتا”. حسب «النهار العربي».
اقرأ أيضا| كل ما تريد معرفته عن «شادو بان» وعلاقته بمواقع التواصل الاجتماعي
تزامن إعلان “بلوسكاي” مع دخول شروط الخدمة الجديدة لمنصة “إكس” حيز التنفيذ، والتي تتيح لشركاء الطرف الثالث استخدام منشورات المستخدمين لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذا التغير أثار انتقادات واسعة النطاق، خصوصاً من الفنانين والمبدعين الذين يخشون على خصوصية محتوياتهم.
◄ تحسين الخوارزميات
في المقابل، قالت “بلوسكاي” في منشور رسمي: “عدد من الفنانين والمبدعين وجدوا في منصتنا موطناً لهم، ونحن نصغي لمخاوفهم بشأن تدريب منصات أخرى على بياناتهم. نحن لا نستخدم أي محتوى خاص بكم لتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولا نعتزم القيام بذلك في المستقبل”.
رغم التزامها بعدم استخدام المحتوى في تدريب الذكاء الاصطناعي، أوضحت “بلوسكاي” أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى. فهي تستخدمه للمساعدة في الإشراف على المحتوى وحماية المشرفين البشريين من التعرض لمواد ضارّة، بالإضافة إلى تحسين خوارزميات “خلاصة الاكتشاف” (Discover Feed). ومع ذلك، شدّدت المنصة على أن هذه الأنظمة ليست من النوع التوليدي المدرب على محتوى المستخدمين.
◄ موافقة المستخدمين
على الرغم من هذه التصريحات، أشارت تقارير إلى أن سياسة robots.txt الخاصة بـ”بلوسكاي” لا تمنع الشركات الكبرى مثل “أوبن إيه آي” و”غوغل” من الزحف إلى بيانات الموقع.
في تعليقها على ذلك، ذكرت المتحدثة باسم الشركة، إميلي ليو، أن طبيعة المنصة المفتوحة والعامة تجعل من الصعب التحكّم الكامل في هذا الأمر، لكنها أكّدت التزام الفريق بمناقشة سبل لضمان احترام موافقة المستخدمين.