أوروبا

اندثار حزب المحافظين البريطاني لم يعد مستبعدا

يلوح أن الانتخابات البريطانية القادمة لن تكون حول الفائز الذي يبدو أن هويته حسمت لمصلحة حزب العمال وكير ستارمر، بل على هوية الحزب المعارض الرئيس والتي قد تؤول إلى حزب "الإصلاح" ونايجل فاراج

في ظاهرة يوحي استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة “ريدفيلد أند ويلتون” Redfield and Wilton، أن كلاً من السير كير ستارمر [زعيم حزب العمال] ونايجل فاراج [السياسي البريطاني الشعبوي المثير للجدل] هما على موعد مع القدر.

ويعتقد الناخبون أن السير كير سيكون رئيساً للوزراء لفترة زمنية طويلة. وبرأيهم أيضاً أن السيد فاراج سيصبح الرجل الذي سيقود جبهة المعارضة الرئيسة بوجه السير كير.

والقلة تشكك في أن النصر في الانتخابات شبه محسوم لمصلحة حزب العمال. لكن الجزء الآخر من الموضوع ليس بهذه البساطة.

إذ هناك عقبتان مهمتان في الأقل قد تحولان دون شغل السياسي نايجل فاراج موقع رئيس حزب المحافظين، فهو حالياً يشغل منصب رئيس حزب منافس ولذلك لا يستطيع أن يترشح [لقيادته]، ولا تزال أمامه الحاجة إلى الفوز بمقعد نيابي ليصبح عضواً في البرلمان البريطاني.

ومع ذلك فقد تحدث علناً في الأيام الأخيرة عن إمكانية “الاستيلاء” على الحزب [المحافظين] الذي تركه قبل أكثر من 30 عاماً لتشكيل حزب استقلال المملكة المتحدة UKIP، سلف حزب “إصلاح المملكة المتحدة” Reform UK.

لكن بدلاً من ذلك، يستطيع حزب الإصلاح الذي يتزعمه أن ينتهي ببساطة في الحلول مكان حزب المحافظين بكامله.

من الصعب تصور نهاية الحزب السياسي البريطاني الأكثر نجاحاً في القرن الماضي، ولكن ناخبين كثراً – بما في ذلك محافظون – يرون أن هذا احتمال حقيقي.

وعلى رغم أن احتمال أن يصبح فاراج زعيماً للمحافظين يبدو بعيداً – في الوقت الحالي في الأقل – فإن السياسة في حال من التغير المستمر بحيث لا يمكن استبعاد مزيد من التغييرات الدراماتيكية.

وفيما تؤشر بعض جوانب استطلاعات الرأي الأساس إلى الانجذاب الشعبي لزعيم حزب “الإصلاح”، فإن تلك الاستطلاعات تشير أيضاً إلى شعور متضارب بين الناخبين يتعلق بأثر ذلك الأوسع على الوطن ككل.

واحد من كل ثلاثة [33 في المئة] قالوا إنه لو أنتخب فاراج نائباً في البرلمان، فإن ذلك سيكون “سيئاً بالنسبة إلى بريطانيا”، لكن نسبة 28 في المئة من المستطلعين قالت إن من شأن ذلك لو حدث “أن يكون أمراً جيداً لبريطانيا”.

ونحو 38 في المئة اعتبروا وجود فاراج في مجلس العموم البريطاني “سيئاً لصورة المملكة المتحدة في الخارج”، فيما قال 24 في المئة إن ذلك سيكون “مفيداً لصورة المملكة المتحدة في الخارج”.

وعلى العكس من ذلك، قال 37 في المئة إن وجود فاراج في مقاعد مجلس العموم سيكون “مفيداً للنقاش السياسي في المملكة المتحدة”، فيما عارض 29 في المئة هذه المقولة.

لكن الجمهور لا يشك كثيراً في النتائج المحتملة للانتخابات المقبلة. إذ قال ما يقارب اثنين من كل ثلاثة [62 في المئة] إن نتيجتها ستكون تولي ستارمر رئاسة الوزراء، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف نسبة الـ19 في المئة الذين يعتقدون أن ريشي سوناك سيحتفظ بمنصبه.

وقال فيليب فان شيلتينغا من مؤسسة “ريدفيلد أند ويلتون” لـ”اندبندنت”، “عادة تتعلق الانتخابات بهوية من سيشكل الحكومة المقبلة. وكما تبدو عليه الأمور حالياً، يبدو أن هذه الانتخابات ستخاض حول من سيكون المعارضة”.

وأضاف “نظراً لسجل المحافظين وحالة البلاد، فإن كثيراً من الناخبين يتساءلون الآن عما إذا كانوا يستحقون أن يكونوا الحزب الثاني في المملكة المتحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى