الغرب والمراهنة على نظامٍ متهالك في إيران
منذ تأسيس نظام ولاية الفقيه القائم في إيران إثر الاستيلاء على ثورة الشعب عام 1979 اتخذت علاقة الغرب مع نظام الملالي أشكالاً استعراضية متعددة؛ ففي بعض الأحيان كانت هناك استعراض لمواجهات مباشرة، وفي أحيان أخرى كانت هناك محاولات للتعاون في العلن لكن حالة من الريبة والتربص وعدم الثقة المتبادلة بقيت قائمة بين الطرفين في كل الأحوال
خمسٌ وأربعون سنة من العبث والعربدة السياسية فرضتها سياسات الغرب المتآمر على دول وشعوب المنطقة وعلى الشعب الإيراني للاستمرار في مسيرة النهب التي اتبعتها القوى الاستعمارية الغربية، واليوم تيار المهادنة والاسترضاء في هذه القوى نفسها هو من يُبقي نظام الملالي على سدة الحكم ويدعم وجوده غير مكترثٍ بالنتائج.
منذ تأسيس نظام ولاية الفقيه القائم في إيران إثر الاستيلاء على ثورة الشعب عام 1979 اتخذت علاقة الغرب مع نظام الملالي أشكالاً استعراضية متعددة؛ ففي بعض الأحيان كانت هناك استعراض لمواجهات مباشرة، وفي أحيان أخرى كانت هناك محاولات للتعاون في العلن لكن حالة من الريبة والتربص وعدم الثقة المتبادلة بقيت قائمة بين الطرفين في كل الأحوال.
يبدو أن الغرب الذي أتى بالملالي إلى إيران والمنطقة يراهن عليهم اليوم مع تصاعد التوترات في المنطقة، وينظر لطهران كلاعب أساسي في معادلة أمنه القومي؛ إنهم يرون أن النظام الإيراني لا يزال على الرغم من ضعفه الداخلي قادراً على بث الفوضى وزعزعة استقرار المنطقة من خلال تدخلاته ووكلائه وممارساته الشيطانية، إذ يرى الغرب أن طهران هي مفتاح فهم الديناميكيات السياسية في الشرق الأوسط، وأن إيران بحكم موقعها الاستراتيجي وتأثيرها على جيرانها قادرة على التأثير بشكل كبير على الأحداث الإقليمية، وبالتالي فإن تعامل الغرب مع طهران هو السبيل الوحيد لضمان مخططاتهم في المنطقة، ومن هذا المنطلق يحرص الغرب على بقاء نظام الملالي واستمرار نفوذه الكبير في أوساط الجماعات الشيعية الموالية له في جميع أنحاء المنطقة؛ بقصد التأثير على الديناميكيات السياسية والأمنية في هذه البلدان.
بعد التغاضي عن عبثهم؛ يراهن الغرب على الملالي في خراب الشرق الأوسط
لعب الملالي دوراً شيطانياً في الشرق الأوسط وتشكيل المشهد السياسي فيه، وكذلك بأمن وشفافية الأنظمة أوروبا منذ قيام ما تسمى بـ الجمهورية الإسلامية في إيران بعد ثورة عام 1979 الوطنية، واستغل الملالي الانقسامات داخل الدول الأوروبية، فزرعوا وعززوا خلاياهم الخبيثة وبذور والفساد لتنفيذ أجندتهم الخاصة في جميع أنحاء أوروبا ومن إعادة جدولة مخططاتهم بالشرق الأوسط وبالنتيجة هذا ما ترونه يجري الآن في المنطقة.
مع صعود التيار الشعبوي اليميني اليوم في أوروبا؛ يبدو أن الغرب لا يزال مصراً على المراهنة على عناكب طهران الهرِمة لاحتضان مشروعه القديم المتجدد الهدام في الشرق الأوسط راغبين في أن يكون الولي الفقيه ونظامه حليفا قويا في خلق التوازنات الخادمة لمصالح النظام العالمي الليبرالي بمجرد الالتزام بالمضي قدم بنهجه داخل إيران وخارجها في دول الشرق الأوسط المحيطة مع بعض استعراض العداء المسموح به ضد الإمبريالية الغربية، وبالتالي ومن هذا المنطلق يعول الغرب على الملالي كقوة إقليمية غير منضبطة يمكن أن تكون حليفة وشريكة إقليمية يعول عليها الغرب كقوة صاعدة ورقما عالمياً جديداً قد يساهم وجوده في ترميم الهيمنة الغربية المتهالكة ووجها الآفل بالمنطقة.
الغرب والمراهنة على نظامٍ متهالك في إيران؟
ولا ثوابت لكليهما فهما متهالكين وهذا هو حال نظام الملالي الحاكم في إيران وقوى المهادنة الغربية؛ ومن أجل استمرار هيمنتهم وتنفيذ مخططاتهم لا يزال الغرب يراهن على حصان نظام الملالي الكسيح على الرغم من إدراك الغرب بأوضاع نظام الملالي وتدهوره وانكفائه؛ إذ يرون أن طهران على الرغم من ضعفها الداخلي لا تزال لاعباً أساسياً في لعبة إدارة الصراع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أهمية إيران مطيعة ومناورة كلاعب مهم في سوق الطاقة العالمية بصفتها منتجاً رئيسياً للنفط والغاز الطبيعي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أسعار الطاقة، وبالتالي على الاقتصاد العالمي وهذا هو ما يعني القوى الرأسمالية الغربية غير مكترثة لا بالقيم الحضارية ولا الإنسانية ولا بمن يموت ويحيى حتى لو مات من أجل مصالحهم ثلاثة أرباع شعوب الشرق الأوسط.
خلاصة القول
هذا هو الغرب وتلك هي شراكته مع نظام الملالي ضد العرب بشكل خاص!!! فكيف سنتعامل نحن أبناء الشرق الأوسط مع ذلك، وهل سنبقى صامتين مرحبين بخسائرنا جملة تلو الأخرى؟ وهل سنقف إلى جانب الشعب الإيراني وندعم المقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة التي أنهكت نظام الملالي من الداخل وهتكت ستره.. أم سنتحول إلى نهضة تفاجئ الجميع وتقلب الطاولة على الرؤوس لتُعيد الأمور إلى نصابها وتفوت الفرض على الأشرار.. لم تعد باليد المزيد من الخيارات اليوم، والوقوف إلى جانب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خيارنا الأفضل لدحر الملالي وشركائهم وكافة مخططاتهم ورد كيدهم جميعا إلى نحورهم.