مرت على شعبنا الفلسطيني في هذه الأيـام ذكرى إعلان وثيقة استقلال دولة فلسطين، ومازال هذا الشعب ينتطر تجسيد هذا الاعلان إلى واقع على الأرض.
46 عاماً من النضال والإقدام والتضحيات الجسيمة في طريق الوصول إلى الحرية الكاملة وبسط السيادة والاستقلال، فعلى الرُغم من أن هذا الإعلان الذي شكل أرضيةً للحل السياسي الذي أقام أول سلطة فلسطينية على الأرض على طريق بناء الدولة لولا تنصل المُحتل من تعهداته وتخلى القريب والبعيد عن شعبنا وقيادته في ادارة المعركة، ورغم ذلك مازال هذا الشعب وقيادته يقاتلون من اجل انتزاع الحقوق المشروعـة التي كفلها لنا القانون الدولي والشرعية الدولية والعالم أجمع.
إن ما يجري حالياً من عدوان غاشم على الشعب الفلسطيني، سواء في غزة التي تتعرض لعملية تطهير عرقي او في مدن ومخيمات الضفة التي استباحها جيش الاحتلال في عمليات قتل ممنهجة وهدم البيوت وتخريب للبنية التحتية لدليل واضح على أن هذا المُحتل وقيادته اليمينية المُتطرفة في آخر مراحل اجرامهم وان ظلمهم وجبروتهم مُنتهي وإن نهاية النفق المظلم قادمة.
إن حكومة اليمين الصهيونية المُتطرفة التي يقودها نتنياهو وسموترتش وبن غفير لن تصل إلى ما يخططون من تهجير اللفلسطينيين وضم الضفة لأن قرار الشعب الفلسطيني واضح فلن تتكر نكبة العام ٤٨ كما شاهد الجميع من محاولات تهجير واسعة في غزة وفي شمالها بالتحديد وبالرغم من الفصل والقتل والدمار والحصار والمجاعة لم يرحلوا ولن يرحلوا، بل على العكس كلما زادت جبروت المُحتل زادهم تمسُكاً بأرضهم ينشدون حريتهم وهذا هو الشعب الفلسطيني الذي يواجه المُحتل مُنذ ما يقارب ثمانية عقود ومازال صامداً مُتمسكاً في حقوقه.
اقرأ أيضا| سؤال البابا عن «الإبادة الجماعية» موجه لكل العالم!
إن فوز الرئيس الأمريكي ترمب والذي يُراهن عليه اليمين الصهيوني على تسهيل تمرير مخططاته في ضم الضفة الغربية وإعادة الاستيطان في قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُغير في الموقف الفلسطيني شيء فالثوابت الفلسطينية واضحة ومُحددات الحل السياسي واضح.
واعتقد أن التحرك السعودي الأخير في دعم تحالف دولي من أجل تحقيق حل الدولتين وربط التطبيع السعودي الصهيوني بحل القضية الفلسطينيه قبل حدوثه، وان استمرت السعوديـة على هذا الموقف سيُساعد كثيراً في حل عادل للقضية الفلسطينية وخاصةً بأن ترمب هو من حرك ملف التطبيع العربي الصهيوني ونجح فيه وهو معني اكثر في هذا التطبيع مع السعودية، وما يُعرفُ عن ترمب – انه حاسم في قرارته ولا يتردد – كما يفعل الرئيس الحالي بايدن وبالتالي فان الدولة الفلسطينية قادمة لا محالة وسيتجدد الاستقلال الفلسطيني والذي استشهده من أجله عشرات الالاف من الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيقه .