الخطأ صفة وسمة ملاصقة للإنسان أيا كان علمه ومنصبه، والإعتذا رمن سمات السلوك الإيجابى الناقد المصحح. وتفاديا لذلك يستعين صاحب القرار بالمستشارين المتخصصين وبمراكز التفكر للرقى بالقرار وتفادى الخطأ في الحسابات.ويرى كثير من الفلاسفةأن سؤء تقدير هجوم والتأثير الذى تحدثه ألأشياء والأشخاص هو السبب في تفسير الخطأ.والخطا هو سلوك فقد البوصلة وخروج عن الطريق المرسوم للعقل.وبعبارة أخرى مخالفة القواعد وأصول العلم.
شكل من أشكال إحتكار المعرفة وهو حسابات وتوقعات غير مقرونة بالواقع.وليس عيبا الوقوع في الخطأ،وليس معنى هذا تبرير الوقوع فيه.وطبيعيا أن يخطأ الإنسان لكن ما ليس طبيعا تكرار الخطأ ذاته.المهم الإعتراف بالخطا وهذا هو الأهم تصحيح للخطأ ومراجعة له تفاديا له في مواقف مماثلة.
والخطاء درجات وأنواع وأخطرها الأخطاء السياسية لتداعياتها الشاملة .والأخطر في الخطأ تبرير الخطأ على أنه صواب.ولا خير ان يقال للمخطأ أخطأت أو ان يعترف بخطأه. حتى الرسل والأنبياء وهم معصومون في المسائل الدنيوية البشرية كانوا يخطأون ويستشيرون من حولهم. وكما قال امير المؤمنيين عمر بن الخطاب رضى الله عنه:لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نتقبلها.وهذا دلالة لأهمية التحاور والحوار والنقاش والإستماع للنصيجة، فليس من حق الحاكم أن يذهب للحرب مثلا دون حسابات وتشاور للقوة ومحدداتها.والحوار حتى مع الأعداء.
والاعتراف بالخطأ ليس إنتقاصا من الإنسان ومكانته.وكا يقول الفيلسوع غاستوف باستلاء :كل حقيقه هي خطأ مصحح.هذه المقدمة قد تبدو ضروريه لتحليل والوقوف على خطأ حماس في هذه المرحلة. وثقافة الخطأ غير موجوده فلسطينيا وعلى مستوى حركة حماسي كحركة دينية وهذا هو حال كل الحركات الدينية التى تؤمن بإحتكار الحكمة وأنه يوحى إليهم. وثقافتها ثقافة المطلق والكمال وإحتكار الحكمة في كل شيء.
والخطأ هنا هو خطأ القرار السياسي. وعلى هذا المستوى تتعدد درجات الأخطاء وصولا لعملية طوفات الأقصى ذاتها. والخطأ الأول الذى لم تدركه حماس ان قوتها وتأثيرها ليس بسبب مرجعيتها الدينية بل لأنها حركة فلسطينية لقضية لها أبعادها ومحدداتها الداخلية والإقليمية والدولية وإحتكار القضية وفرض رؤيتها عليها هذا هو الخطأ ألأول الإستراتيجى .الخطأ الثانى يتعلق بالعلاقة بالسلطة الفلسطينية وغياب الثقة بها، فمنذ ان قامت السلطة وحماس تحاول تقويضها وكانت البداية بالعمليات داخل إسرائيل والتي إنتهت بالتخلص من الرئيس عرفات علما ان السلطة وأوسلو هي من أتاحت لحماس العمل السياسى فلسطينيا.
الخطأ الثالث يتعلق بالإنتخابات والحكم فلم يكن الهدف المشاركة في الانتخابات تاصيل للحكم الديموقراطي التوافقى التشاركى بقدر ما كانت وسيلة للوصول للحكم والتمسك به. وهذا ماتبعه من إنقلاب وسيطرة على السلطة ذاتها والتفرد في الحكم على غزه والسيطرة على كل مكوناتها مع الغاء لكل ما يتعلق بالسلطة . والعمل على تأصيل حالة السلطة الخاصة بها ببناء هياكل السلطة في كل مستوياتها.
والتحكم في كل المعابر والمنافذ.والخطأ الذى لم تدركه حماس العلاقة العضوية بين غزه ومصر وهى علاقة ممتده تاريخيا وسياسيا وإجتماعيا، فالإرتباط بحركة الأخوان ودعم حكمها كانت حسابات بعيده عن هذه العلاقات، والخطأ الأخر يتعلق بالقرار السياسيى الخارجي والعلاقات مع ايران رغم التناقض في الرؤي والمرجعية الدينية، لكنه قرار طغت عليه المصالح والدعم المالى دون مراعات لعلاقات إيران العربية.
والخطأ الأخر يتعلق بالعلاقة بإسرائيل وماهية المقاومة وإشكالية الحكم .وهناك الخطا المتعلق بطبيعة غزه وخصائصها الجيوسياسيه والسكانية وعدم مراعام الطبيعة المدنية لها، وأنها لاتصلح أن تتحول لبنية عسكرية بأنفاقها المكلفة ، ومن هذا المنظور تعتبر غزه ساقطه عسكريا، وقوة غزه في بنيتها المدنية التي كان ينبغى تطويرها وتفعليها كنموذج فلسطيني تنموى داعما للحالة الفلسطينية الكلية ونموذجا لجدارة الفلسطيني على الحكم المستنير الرشيد.وصولا لقرار الطوفان الذى يقاس بنتائجه السياسية وتداعياته التي حولت غزه لحالة من الدمار الشامل الذى جعلها لا تصلح للحياة وتعيدنا إلى نقطة الصفر.
وعلى الرغم من الأهمية الرمزية وإحياء القضية الفلسطينية ومقاربة الدولة الفلسطينية ، لكن القرار يقاس بتداعياته ونتائجه وآلية إتخاذه. هذه الأخطاء لا تقلل مما أنجزته الحركة ومن حضورها ،ولكنها في حاجة للمراجعة النقدية التصحيحية وإدراك أن قوتها وضعهفا من قوة وضعف القضية الفلسطينية.والخطوة ألأولى في الإعتراف بالخطا والإعتذار عنه والعودة لجماعية القرار.